أكد سفير المملكة لدى التشيك نايف بن عبود أن السعودية تشهد الآن تصحيحاً جذرياً في مسيرتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وفق رؤية طموحة لولي العهد الشاب الذي أكد أنه لن يسمح لأفكار التطرف أن تُشغلنا عن أهدافنا مؤكدا أننا جميعاً في المملكة وراء قيادة تعمل بمطلق الجد على أن يسير المجتمع السعودي في مشروعه الحضاري مستنيراً بالوسطية والاعتدال والطموحات المشروعة.
وأضاف خلال حوال مطول أجرته معه مجلة كافييتي التشيكية وأفردت له مساحة واسعة : أن الثراء الأكبر للمملكة يكمن في عدد كبير من المقدرات الاستراتيجية الهامة والتي تتمثل في إرثها التاريخي الثقافي والحضاري العظيم ، إلى جانب تمتعها بضمير إنساني نبيل يدفعها دوماً إلى نجدة وإغاثة الشعوب المتضررة من الكوارث في المجتمع الدولي، وأخيراً وليس آخراً ما تحتويه من مكونات بشرية وطنية ملتفة حول قيادتها وعاشقة لكل ذرة من ثرى هذه البلاد.
وحول أكبر مشكلة تواجه المملكة العربية السعودية حاليا قال السفير : أعتقد أننا كجزء لا يتجزأ من هذا العالم تشغلنا ذات القضايا التي تشغل دول العالم، وأهمها القضاء على الإرهاب والتطرف الذي يشكل التهديد الأكبر للأمن والسلام، ومحاربة الفساد الذي يشكل العدو الأكبر للتنمية الحقيقية.
وتابع : أن احتضان المملكة للملايين من مواطني القارات الخمس الذين يفدون إليها إما للعمل أو التجارة أو زيارة أقاربهم أو للسياحة الدينية في مكة والمدينة. وإن تواجد مثل هذا الخليط الهائل من الناس باختلاف أصولهم وأعراقهم في حالة فريدة من الأمن والسلام والانسجام تجعل من عقدة الخوف الموجودة لدى البعض من فكرة السياحة في المملكة عقدة وهمية نتمنى أن تزول وأن نرى بلادنا تعج بالزائرين والسياح من كافة بقاع المعمورة.
وأردف : أن شعب المملكة هو شعب مضياف وطيّب يحترم تقاليد وعادات الآخرين ويحب أن تُحترم عاداته وتقاليده. ما هو جدير بالتنويه أن شعب المملكة يعتبر شعباً شاباً يشكل جيل الشباب غالبية عظمى فيه، وهذا الجيل جيل مثقف واطلع على كثير من ثقافات العالم عبر الابتعاث والسياحة، لذلك سيكون سعيداً إذا ما تعامل معه الآخرون في ضوء هذه الحقيقة.
وقال :أن الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ترتبط بعلاقات استراتيجية ومتميزة مع القارة الأوروبية، ولا يمكن إغفال حقائق الجغرافيا ودورها الكبير في تكوين هذه العلاقات باعتبار أوروبا الجار الذي يعيش على الضفاف الأخرى للبحر الأبيض المتوسط. كذلك من المهم لدى تحليلنا لهذه العلاقات أن نستحضر ظروف الحاضر المشترك سواء من حيث المصالح أو من حيث الأخطار المحدقة أو حتى من حيث الهموم المُلحة، وهي جميعها عوامل تستدعي منا جميعاً – عرباً وأوروبيين -أن نتحلى دائماً بثقافة قبول الاختلاف لدى الآخر في العادات والتقاليد، ونتجه الى الاستثمار في الأمور التي تجمعنا وأن نعمل معاً بروح الفريق الواحد لمواجهة التحديات الكبرى التي يزخر بها القرن الحادي والعشرين، وهي تحديات لم تعد الجهود المنفردة قادرة على التصدي لها. باختصار، يمكنني القول أن الواقع الحالي بات يفرض حقيقة واحدة وهي أن الشراكات الإقليمية والدولية يجب أن تبقى في حالة حراك حي ودائم من أجل عالم أكثر أمناً وسلاماً وازدهاراً.
وحول ربط الثقافات الغربية الإسلام بالإرهاب غالبا قال : ما يثير استغرابي عندما تخطئ الثقافات الغربية - رغم حرصها على الاتصاف بالعلمية والتجرد والواقعية والمنهجية- فتقوم بالربط ما بين الإسلام والإرهاب، فهذا الربط لا يقوم على أسس علمية بقدر ما هو قائم على الصور النمطية التي تروج لها البروباغندا المنحازة وتحاول ترسيخه في الذهنية الغربية.