تتجه أنظار العالم ،اليوم السبت، إلى الرياض تزامنًا مع انطلاق أعمال الدورة الخامسة عشرة لقمة قادة مجموعة العشرين، التي ستعقد في الرياض افتراضيًّا، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
وتبحث القمة القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي، في ضوء التحديات المرتبطة بوباء كورونا، بهدف تحقيق الاستقرار للاقتصاد وازدهاره، وتعد القمة تاريخية كونها تعقد للمرة الأولى برئاسة دولة عربية.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، قد أكد خلال جلسة حوار ضمن الأعمال التحضيرية للقمة، أن اجتماعات المجموعة ستركز على جملة من التحديات التي تواجه العالم، أبرزها أزمة كورونا.
وقال "الجبير": "مجموعة العشرين ستستمر بمعالجة التحديات قبل بروزها، القمة ستكون فرصة لنا لمناقشة رؤية المملكة 2030. كان هذا قدرنا وهو مواجهة وباء كورونا، لكن العمل بشكل جماعي سيمكننا من مواجهة هذا التحدي".
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السابق عبد العزيز الركبان، في مقابلة نقلتها شبكة "سكاي نيوز عربية": إن "المجتمع الدولي بحاجة لمضاعفة الجهود المبذولة لمكافحة وباء كورونا".
وتتألف مجموعة العشرين من 19 دولة، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وتعد المنتدى الرئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي؛ حيث تجمع تحت مظلتها كبرى الدول المتقدمة والناشئة على مستوى العالم.
وتضم مجموعة العشرين ثلثي عدد سكان العالم، كما تستحوذ دولها على 77 بالمئة من إجمالي التجارة الدولية.
ونشأت المجموعة عام 1999، وكانت تعقد على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية، وتم تأسيسها كردّ فعل على الأزمات المالية التي حدثت نهاية التسعينيات، خاصة الأزمة المالية بجنوب شرق آسيا وأزمة المكسيك.
وعلى وقع الأزمة المالية العالمية في 2008 تم رفع مستوى مجموعة العشرين ليضم قادة دول الأعضاء، وعقدت أول قمة في واشنطن، وعليه تم توسيع جدول الأعمال لتشمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتنموية.
وتضم المجموعة أكبر اقتصادين في العالم؛ الولايات المتحدة بناتج محلي إجمالي يفوق 20 تريليون دولار، والصين بـ13 تريليون دولار.
وتتناوب رئاسة مجموعة العشرين بين الدول الأعضاء كل عام، لتقوم بمهام تحديد جدول الأعمال وتنظيم قمة القادة، ودورة عام 2020 ستترأسها السعودية؛ وهي الدولة العربية الوحيدة في المجموعة، وتعقد في الرياض يومي السبت والأحد.
وجددت المملكة الترحيب باستضافة أعمال القمة التي تعدّ أهم منتدى اقتصادي دولي يُعنى ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي، وتشكل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم، وتضم 85% من حجم الاقتصاد العالمي، و75% من التجارة العالمية.
وتتطلع المملكة من خلال رئاستها للقمة إلى تعزيز التعاون مع شركائها من الدول الأعضاء لتحقيق أهداف المجموعة، وإيجاد توافق دولي حول القضايا الاقتصادية المطروحة في جدول الأعمال بهدف تحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره، كما ستسهم استضافة القمة في طرح القضايا التي تهم منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وسيتناول جدول أعمال القمة عدداً من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية، من بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد الرقمي والتجارة والزراعة والرعاية الصحية والتعليم والعمل.
وتهدف هذه القمة إلى تطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وتوفير وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم.
وشهدت العاصمة الرياض خلال الفترة الماضية اجتماعات وزارية تحضيرية، وأخرى لمجموعات العمل شارك فيها كبار المسؤولين من الدول الأعضاء بمجموعة العشرين في القطاعات التي تبحثها القمة، وممثلو المنظمات الدولية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.