بين "الثامنة" و"معالي المواطن"..!

بين "الثامنة" و"معالي المواطن"..!

يكاد يكون برنامج "معالي المواطن"، الذي يقدمه الزميل علي العليان، نسخة مكررة بالقناة نفسها لبرنامج "الثامنة"، الذي توقف أخيرًا بعد انتقال (الشريان) إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون؛ ليكون الرئيس التنفيذي لها، ويقف على الهرم في تطوير القنوات السعودية.. ونأمل منه الكثير..!!

حديثي عن البرنامجَيْن، وهل هما متشابهان بنفس النهج والطرح الإعلامي والمحاور والتوجه.. أم أنهما مختلفان من وجهة نظركم..؟

أعتقد أن الغالبية يتفق معي في أنهما برنامجان بنسخة مكررة، ولكن بأسلوب مختلف نوعًا ما.. إلا أن "العلياني" يحاول أن يكون له كاريزما أو شخصية تختلف عن الشريان، وإن كان البرنامج ومواضيعه تحتم عليه اللجوء إلى الأسلوب الشرياني في بعض المواقف..!

عمومًا، هل من نتائج لهذين البرنامجين..؟

هل من حلول لغالبية المشاكل أو المعوقات التي طرحها البرنامجان في مشوارَيْهما، ومن خلال العشرات من الحلقات التي طرحها الشريان أو العلياني الحاضر الآن عبر الشاشة..!!؟؟

إذا كانت هناك من حلول جذرية لغالبية المشاكل أو المعوقات، وهناك تجاوب من المسؤولين حول هذه القضايا المطروحة، فلا بأس من الاستمرار، ولكن إن كانت المواضيع مجرد تنفيس، ومجرد طرح وتناول للقضايا دون الخروج بحلول ملموسة تفيد الوطن والمواطن، فلا أعتقد أننا بحاجة إلى مثل تلك البرامج..؟

النقطة المهمة التي أود الحديث عنها، وأتمنى من الأستاذ داوود الشريان تطبيقها، هي أن نرى برامج هادفة، تحاكي مجتمعنا، وتتناول قضايانا عبر قنواتنا نحن، وليست عبر قنوات أخرى. أتمنى أن نرى عبر الإخبارية والأولى والثقافية والاقتصادية برامج يتحدث عنها الشارع السعودي.. نشعر بأن قنواتنا نبض لنا، ومحاكاة لنا، ووسيلة وصل بيننا وبين المسؤولين.. أتمنى أن تكون شاشاتنا تعكس التلاحم بين المسؤول والسائل.. أتمناها تتبنى قضايا المرور والبطالة والسكن والتعليم وسيطرة الوافدين على الإعلان والتجارة وزيادة الأسعار والتلاعب والتستر.. والعديد من القضايا التي تهم المواطن والمواطنة.. وليست "قنوات أخرى" تنبض بهمنا، وتوصل متطلباتنا إلى مسؤولينا..!

ما يحدث من مخاض كبير في النقلة النوعية والتغييرات الثقافية في المجتمع السعودي يتطلب منا التغيير الجذري في الطرح الإعلامي، وتغيير الأسلوب التقليدي في معالجة القضايا، وتغيير المنهج التقليدي في البرامج المقدمة عبر شاشاتنا السعودية.. مطلوب منا دعم الكوادر السعودية، وتنمية الفكر الراقي، وتبني وتدريب الإعلاميين السعوديين والسعوديات؛ ليكون لدينا إعلام محلي محترف، يقدم مادة ومحتوى إعلاميًّا محترفًا..!

أشعر بأننا قادمون لحقبة تاريخية مهمة.. فليتنا نقفز معها إعلاميًّا، ونتجاوز العقبات، ونصل بفكرنا إلى ما يصبو إليه ولاة الأمر.

وأخيرًا.. أتمنى أن لا يكون تكرار البرامج عنوانًا لإفلاس الإعلام العربي..!؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org