
في مشهد مؤثر، جذب أنظار ضيوف الرحمن تجول مُسِن سوداني في المشاعر المقدسة؛ وهو يحمل على صدره حقيبة صغيرة، حيث يعتقد من يراها بأنها لنقل مستلزمات أدائه لمناسك الحج؛ إلا أن المشهد المؤثر بكونها تحمل صورة ابنه "الشهيد" في الدفاع عن أرض الحرمين الشريفين ضد الجماعات الإرهابية الحوثية باليمن.
وكان الحاج السوداني "محمد آدم"، قد رُشِحَ ليكون ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية؛ حكى بفخر تضحيته بابنه "عمر"، البالغ 19 عامًا على يد الجماعات المتطرفة "الحوثية".
وقال: "تلقيت نبأ استشهاده برصاص العدو الغاشم، منتصف العام الماضي على أرض الحرمين.. وحمدتُ الله على ذلك، وأفتخر بما قدّمَ دفاعًا عن قبلة المسلمين".
وأضاف: "أتمنى لو كان عندي أبناء آخرين لقدّمتهم شهداء ضد العدو الحوثي دفاعًا عن أرض الحرمين، ومهبط الوحي للمسلمين".
وعن انطباعات زيارته الأولى للسعودية قال: من مطار الخرطوم، حظينا بزيارة السفير السعودي الذي قابلتنا بابتسامة، وأسهم في تسهيل إجراءات قدومنا للمملكة، بل والأجمل أن ملابس الإحرام وصلتنا في بلادنا؛ تسهيلًا لخدمتنا التي لم تستغرق وقتًا قصيرًا حتى وصلنا مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة.
وأتبع والد الشهيد: رغم كوني زُرتُ سابقًا دولاً عِدة من بينها "تركيا، وبلغاريا، والعراق، وسوريا"، ولكن لم أجد مثل الكرم والضيافة السعودية؛ التي كانت مُطعّمة بباقات الورود والزهور والبسمة التي لا تُفارق مُحياهم؛ حتى وصلنا إلى قبلة المسلمين، ووجدنا مقر الضيافة الرائع بخدماته المتكاملة، والجميع يتسابق على خدمتنا".
وشاركه شقيقه "فضل أحمد قدّوم الغالي" (47 عامًا)، والذي استشهد ابنه أيضًا أثناء مشاركته مع رفاقه بـ"تحالف دعم الشرعية في اليمن"، بقوله: "قدّمت أكبر أبنائي (21 عامًا) دفاعًا عن قبلة المسلمين، نهاية العام الماضي، في منطقة حَرضَ نتيجة قصف العدو المتطرّف، وأفتخر في ذلك.
واختتم قائلاً: حقّق الله الأمنيات بزيارة مهبط الوحي، وشاهدنا التطوّر والنهضة العمرانية، والخدمات الإلكترونية التي تُثلج الصدر، من قِبل العاملين على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية، ونسأل الله لكل العاملين الأجر والمثوبة ودوام ذلك".