يشهد حقل الجافورة للغاز الطبيعي اليوم الاثنين مرحلة جديدة في مسيرته؛ وذلك عندما تدشن شركة أرامكو السعودية بدء أعمال تطويره تنفيذًا لتوجيهات سمو ولي العهد، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بذلك.
وتفصيلاً، توقَّع سمو ولي العهد أن يحقق الحقل خلال 22 عامًا من بداية تطويره دخلاً صافيًا للمملكة بنحو 32 مليار ريال سنويًّا، مشيرًا إلى أن أولوية تخصيص إنتاج الحقل من الغاز وسوائله ستكون للقطاعات المحلية في الصناعة والكهرباء وتحلية المياه والتعدين.
ويحتوي الحقل على 200 تريليون قدم مكعب من الغاز الصخري، وهو أحد أكبر حقول الغاز غير المصاحب (غير التقليدي) في العالم.
ويحتوي حوض الجافورة على أكبر طبقة غاز صخري غنية بالسوائل في الشرق الأوسط على مساحة تتجاوز ١٦٥٠٠ كيلومتر مربع. ويبدأ إنتاج الحقل من الغاز الطبيعي بنهاية عام ٢٠٢٤. ويُنتظر ترسية عقود استثمارية للحقل بأكثر من ٩ مليارات دولار.
استثمارات ضخمة
ويقع حقل الجافورة في الأحساء في المنطقة الشرقية، ويعد أكبر حقل مكتشف في السعودية للغاز غير المصاحب، وتصل استثماراته لنحو 110 مليارات دولار. وتخطط السعودية لاستخدام الحقل في إنتاج الهيدروجين الأزرق.
ومع تصدُّر السعودية قائمة أكبر مُصدِّري النفط في العالم تسعى إلى دخول عصر الغاز، واحتلال مواقع متقدمة في إنتاج الغاز على مستوى العالم عبر تطوير حقل الجافورة، إضافة إلى تحقيق هدف شركة أرامكو السعودية بأن تكون أكبر شركة طاقة وكيماويات متكاملة على المستوى الدولي.
حجم الموارد
اكتشفت شركة أرامكو الحقل خلال عمليات التكسير التي كانت تنفذها في تلك المنطقة، وهو ما يعد بمنزلة مكمن للغاز، ويبلغ طوله نحو 170 كيلومترًا، وعرضه 100 كيلومتر.
وتسعى السعودية إلى بدء الإنتاج من حقل الجافورة مطلع عام 2024، مع سعيها إلى رفع إنتاج الغاز منه بشكل تدريجي؛ ليصل إلى 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًّا بحلول عام 2036، نقلاً عن موقع أرامكو.
خصائص الحقل
تتوقع وزارة الطاقة أن يسهم حجم موارد الغاز في مكمن حقل الجافورة بوضع السعودية في المرتبة الثالثة عالميًّا في إنتاج الغاز بحلول عام 2030. وتؤكد أرامكو أن خصائص الحقل تُمكِّنه من إنتاج نحو 425 مليون قدم مكعبة يوميًّا من غاز الإيثان، كما سينتج نحو 550 ألف برميل يوميًّا من سوائل الغاز والمكثفات اللازمة للصناعات البتروكيماوية.
وفي إطار سعي السعودية للتحول نحو الطاقة النظيفة، وتصدير الهيدروجين، يأتي حقل الجافورة لدعم خطط السعودية حيال حماية البيئة، وتحقيق رؤية السعودية بشأن مزيج الطاقة الذي يمثل الغاز عنصرًا مهمًّا فيه.
ورغم أن الغاز الطبيعي أحد أنواع الوقود الأحفوري فإنه يعد بمنزلة وقود انتقالي نحو الطاقة المتجددة؛ كونه الأقل إطلاقًا للانبعاثات مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى التي تطلق انبعاثات كربونية ضارة بالبيئة.
وتخطط السعودية لاستخدام الحقل في إنتاج الهيدروجين الأزرق، وستستخدم السعودية أحد أكبر مشروعات الغاز الطبيعي في العالم لإنتاج الهيدروجين الأزرق، مع تكثيف جهودها لتصدير وقود مهم في التحول إلى الطاقة الخضراء.