أثار في العرب روح التحرر.. كيف رأى المستشرقون والكُتّاب بطولات الملك عبدالعزيز؟

حارب الجهل والجمود.. واسترد دولة أجداده.. وأعاد المهابة لها
أثار في العرب روح التحرر.. كيف رأى المستشرقون والكُتّاب بطولات الملك عبدالعزيز؟

حازت أعمال وبطولات الملك عبدالعزيز تقدير كثير من المستشرقين والكُتّاب الأجانب الذين درسوا تاريخ شبه الجزيرة العربية الحديث، واطلعوا على تجربته في توحيد السعودية، وإقامة دولة قوية متماسكة بعد أن كان يسود التناحر والاقتتال بين إماراتها وقبائلها العديدة، ولاسيما أن فكرة الوحدة بدت في تلك المرحلة التاريخية المعقدة غريبة على واقع المنطقة، ولا تحظى بأي فرصة للتحقيق؛ فقد كانت شبه الجزيرة العربية ترزح تحت نير الاحتلال التركي، فيما كان شيوخ قبائلها وحكام إماراتها يستقلون بكياناتهم، ويتربصون ببعضهم؛ ما ضاعف من قيمة الإنجاز التاريخي الذي حققه الملك عبدالعزيز في تأسيس الدولة السعودية الثالثة.

ومن هؤلاء الكُتّاب والمفكرين الكاتب الأمريكي جون جنتر الذي قال في كتابه "في داخل آسيا" الصادر عام 1939: "مصر والعراق مستقلتان قانونًا، وقد يجد المرء ما يغريه لوضع قوسين حول لفظة الاستقلال. واليمن شبه دولة. أما الإقليم الذي تنطبق عليه الصفة القومية الاستقلالية أعظم الانطباق فهو العربية السعودية التي يحكمها ابن سعود، أعظم عربي في الشرق الأوسط".

وعن الملك عبدالعزيز قال المؤرخ والكاتب الفرنسي جاك بونوا ميشان مؤلف كتاب "ميلاد مملكة" المتخصص في شؤون وتاريخ الوطن العربي: "لقد جاهد عبدالعزيز طويلاً حتى بلغ أهدافه. لم يهن له عزم، وما انهارت إرادته مرة أمام العقبات. لقد عرف كيف يترقب الساعة الملائمة، وكيف يصير حين لا يستطيع القتال، وكيف يبقى مترصدًا أشهرًا وسنين بانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على خصمه".

فيما ذكر المستشرف جورج رنس الذي أقام في السعودية، وكان يدير وحدة الترجمة في مركز للاستعلامات، أقامته الحكومة الأمريكية في القاهرة، أن الملك عبدالعزيز استطاع أن يسترد دولة أجداده، ويعيد إلى بيته المهابة والشهرة بفضل ما أوتي من المقدرة وقوة الخلق.

أما الكاتب الأمريكي جورج إدوار بيكنج فقد كتب عن الملك عبدالعزيز في مجلة "آسيا" عام 1935، وبحسب ما أوردت موسوعة "مقاتل من الصحراء"، قائلاً: "أصبحت نهضة الشعوب العربية حقيقة واقعة بعد أن كانت خطرًا منتظرًا. وإذا بحثنا عن السبب وجب أن نبحث عن شخصية ابن سعود؛ فهذا الرجل الذي ظهر في الجزيرة العربية مهبط الوحي، وأخذ ينشر دعوته بين العرب، قد أثار في النفوس شيئًا من الحركة والنشاط، أدركت معهما الشعوب العربية أنها كانت في رقاد، وأن في وسعها أن تستيقظ، وكل حركة تقوم في مصر وسوريا وفلسطين يجب أن نبحث فيها عن صوت ابن سعود؛ فصوته يدوي في آذان الجميع، داعيًا العرب إلى الاتحاد والتضامن والتحرر من التسلط الأجنبي".

ووصف الرحالة والمستشرق المجري عبدالكريم جرمانومس مؤلف كتاب "اكتشاف الجزيرة العربية وسوريا والعراق"، الملك عبدالعزيز بأنه "الملك الذي جرّد السيف في سبيل دينه وعقيدته. يجمع في طبيعته روح الحرب وروح السلم. لا يقاتل الناس، ولا يعتدي عليهم، وإنما يحارب الجهل، ويقاتل الجمود، ويكافح التأخير".


فيما رأى الكاتب الألماني أميل سوايزار عام 1935م أن الملك عبدالعزيز قد يكون القائد العربي الوحيد الذي برز منذ ستة قرون في الجزيرة العربية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org