أوضح الأستاذ المشارك واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور سعد الشريف، أن ساعات النوم خلال فصل الصيف تقل وقد تنخفض جودته، مقدماً في هذا الصدد نصائح مهمة لرفع جودة النوم وكميته خلال الصيف.
وعن كيفية اختلاف النوم في الصيف عن الشتاء قال الاستشاري الشريف لـ"سبق": يعد الضوء أقوى ضابط لإيقاع الساعة البيولوجية عند الإنسان، وتقوم الساعة البيولوجية بتنظيم دورة النوم واليقظة عند الإنسان.
وأشار إلى أن تغير عدد ساعات الليل وعدد ساعات النهار خلال فصلي الصيف والشتاء يوثر بشكل جوهري في عدد الساعات التي ينامها الإنسان، كما قد يؤثر في جودة النوم أيضاً.
وأضاف، حسب نتائج بعض الدراسات العلمية الحديثة، فإن الإنسان ينام عدد ساعات أقل خلال فصل الصيف مقارنة بفصل الشتاء لمدة قد تصل إلى 30 دقيقة.
وأظهرت بعض الدراسات أن تأخر غروب الشمس أثناء الصيف قد يزيد الأرق ويقلل بشكل بسيط من جودة النوم من خلال انخفاض كمية النوم العميق التي يحصل عليها الإنسان مقارنةً بفصل الشتاء.
وعن تأثير درجة الحرارة على النوم، أضاف الشريف، في دورة النوم الطبيعية تنخفض درجة حرارة الإنسان الداخلية أثناء النوم بشكل بسيط وتعود إلى الارتفاع لتصل لمستواها الطبيعي قبل الاستيقاظ من النوم.
ولفت إلى أن عملية انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية في أثناء النوم مهمة لتساعد الجسم على الانتقال السلس بين مراحل النوم المختلفة، كما تسمح بمرور الإنسان بجميع مراحل النوم المختلفة بشكل طبيعي، لذلك من المهم أن تكون درجة حرارة الغرفة أقل من درجة حرارة الجسم بمقدار معين لتسمح بحدوث هذه العملية بشكل طبيعي.
وتابع الشريف: يتأثر النوم بدرجة الحرارة المحيطة بشكل كبير، فارتفاع درجة الحرارة المحيطة بالإنسان يرفع درجة حرارة الجسم ما يجعل الدخول في النوم أكثر صعوبة، إضافة إلى أنها تؤثر في جودة النوم بشكل سلبي؛ حيث يكون الإنسان أكثر حساسية لارتفاع درجة الحرارة أثناء مراحل النوم الأولى، ما قد يجعله يستيقظ من النوم بشكل متكرّر ولا يأخذ كفايته من مرحلة النوم العميق ومرحلة الأحلام، فمرحلة النوم العميق لها دور جوهري في إعطاء الجسم الشعور بتجدّد النشاط والحيوية عند الاستيقاظ من النوم، كما يقوم الجسم خلالها بتجديد الخلايا واستعادة نشاط جهاز المناعة، بينما يتم في مرحلة الأحلام ترسيخ الذاكرة، ومعالجة المهارات والمعلومات.
وبخصوص درجة حرارة الغرفة الأكثر ملاءمة للنوم يشير استشاري طب النوم إلى أن درجة الحرارة الأكثر ملاءمة تختلف من شخص لآخر، وبشكل عام يفضل أن تكون درجة حرارة الغرفة تميل للبرودة.
واستطرد: ترى بعض الدراسات العلمية المحكمة أن درجة الحرارة المثلى في غرفة نوم الكبار بين 19-21 درجة مئوية، وربما تكون مناسبة للأطفال وحديثي الولادة، مع أهمية تجنب ارتفاع درجة الحرارة الكبير للرضّع، حيث يرتبط مع زيادة خطر حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ.
وأشار إلى أنه حسب توصيات هيئة المواصفات والمقاييس السعودية، فمن المناسب ضبط درجة حرارة الغرفة عند 24 درجة مئوية مع المحافظة على تنظيف الفلتر بشكل دوري كل أسبوعين للحصول على جو معتدل مع تقليل تكلفة الفاتورة، كما أنه يوجد بعض العوامل المساعدة التي قد تلعب دوراً فعالاً في خفض درجة حرارة الجسم أثناء النوم ومنها اختيار نوعية مراتب النوم والوسائد المناسبة التي تساعد على مرور الهواء مما يسمح بتبريد الجسم بدلاً من احتباس الحرارة.
وأكمل، كما أن أغطية المراتب والوسائد المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل القطن واللينين تسمح بمرور الهواء وتقليل احتباس الحرارة مقارنةً بالأنسجة المصنّعة من الألياف الصناعية كالبوليستر.
واختتم استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم، الدكتور سعد الشريف؛ حديثه لـ "سبق" مقترحاً نصائح للحصول على نوم أفضل خلال فصل الصيف بالمحافظة على جدول استيقاظ ونوم ثابت وخفض التعرُّض للضوء في المساء، القيام بنشاط بدني ملائم أثناء النهار والاسترخاء قبل وقت النوم بساعة على الأقل، والتوقف عن شرب المنبهات، كالقهوة والشاي بست ساعات قبل وقت النوم، والمحافظة على درجة حرارة غرفة النوم مناسبة أثناء النوم، وأن تكون غرفة النوم مريحة وهادئة ومظلمة.