أول مدربة سعودية لـ "الكيك بوكسينج": الرياضة ليست حكراً على الذكور

بدأت كهاوية.. وتشهد دوراتها التدريبية حضوراً نسائياً لافتاً
أول مدربة سعودية لـ "الكيك بوكسينج": الرياضة ليست حكراً على الذكور

قادها شغفها برياضة "الكيك بوكسينج" وأساليب الدفاع عن النفس إلى أن تصبح أول مدربة سعودية معتمدة في القطاع الحكومي، وعلى الرغم من الصورة الذهنية الخاطئة التي ارتسمت في العقل الجمعي للمجتمع عن مدى ملاءمة هذه الرياضة للنساء، إلا أن "مي المطيري" قررت أن تجدف ضد التيار السائد، ورسم صورة جديدة للفنون القتالية في المملكة.

وعلى الرغم من أنها خريجة جامعية في تخصص الجغرافيا، إلا أنها قررت تغيير مسارها، والبدء في تعلم الفنون القتالية، ومن ثم تدريب غيرها من الشغوفات بممارستها في ظل التغيرات التي تعيشها البلاد؛ لتتحول لديها من هواية إلى مهنة.

هواية ومهنة

ولكن لماذا هذه الرياضة تحديدًا تجيب "المطيري" لـ "سبق": "بدأت في ممارسة الفنون القتالية كهواية، كنت أبحث في هذه الفنون، وأطلع عليها عن طريق متابعة المدربين في الفنون القتالية ومشاهدة المباريات والفيديوهات الخاصة بالدفاع عن النفس لتطوير مهاراتي، وبسبب شغفي وحبي للعبة والرغبة في إتقان المهارات قررت أن أتدرب عليها".

وتضيف: "أيضًا عدم وجود مدربات متخصصات في هذا المجال، وعدم توفره في النوادي النسائية سبب دفعني لتعلمه وتعليمه لبنات مجتمعي؛ لأجعل هذه الفنون متاحه لهم، وأسعى لنشرها في المملكة".

وتتابع الشابة السعودية التي تبلغ من العمر 29 عامًا: "عندها بدأت التدرب عن طريق أصحاب الاختصاص في نواد مختصة خارج المملكة، واجتزت العديد من الدورات والاختبارات، وحصلت على العديد من الشهادات والأحزمة في فن الكيك بوكسينج والمواي تاي".

دورات متخصصة

شخصيتها القوية الطموحة بلا حدود، مكنتها من ترسيخ نفسها في هذه الرياضة الجديدة على النساء في المملكة، وبرز اسمها لتكون مدربة معتمدة في القطاع الحكومي والخاص منذ أكثر من سبع سنوات.

وعن ذلك تقول: "قمت بإعداد برامج تدريبية في الدفاع عن النفس، وأصبحت أول من تقيم دورات تدريبية في الدفاع عن النفس في أسلوب الكيك بوكسينج والمواي تاي، وغيرهما من الفنون القتالية، والتدريب على الحركات التخلصية، بالإضافة إلى التدريب على استخدام الأسلحة الناعمة".

لم تدخل "المطيري" هذا المجال من باب الصدفة أو الحظ، بل من باب الاجتهاد، والمواظبة على التعلم، إذ تقول: "حصلت على دورات متخصصة في الفنون القتالية، والدفاع عن النفس، بالإضافة لدورات في الإصابات أثناء التدريب والاسعافات ودورات كثيرة في عدة مجالات مختصة".

صورة ذهنية خاطئة

وأشارت المدربة السعودية، إلى الصعوبات التي واجهتها في البداية، وعدم تقبل البعض لممارستها هذا النوع من الرياضة بقولها: "في البداية واجهت صعوبات؛ لأنه هناك دائمًا صورة ذهنية خاطئة عن الفنون القتالية، إذ أن البعض لا يجدها مناسبة للنساء".

لكنها عادت لتؤكد أن: "المجال الرياضي بشكل عام ليس حكرًا لجنس معين أبدًا".

الأهل.. زوج المستقبل

كما أن الصعوبات تضاءلت بل انعدمت في ظل الدعم الذي تجده الشابة السعودية من أهلها وأقاربها، الذين لم يبخلوا عليها بالتشجيع والتحفيز تارة، والفخر والاعتزاز بإنجازاتها تارة أخرى.

لكن ماذا عن زوج المستقبل هل سيكون داعما أيضًا أم سيأخذ صف المعترضين؟ تجيب "المطيري" بأن "من سأتزوج به مستقبلاً سوف يكون على علم بعملي مسبقًا قبل الارتباط، فلا أظن أن طبيعة عملي ستكون عائقًا في حياتي الزوجية، ولا أظن أن حياتي الشخصية ستؤثر على عملي أبدًا".

المتغيرات وتمكين المرأة

وعلى ما يبدو فإن المتغيرات التي يعيشها المجتمع السعودي، وتمكين المرأة، وانفتاحها على كل المجالات، وجلوسها على مقعد قيادة السيارة قريباً، يجعل من الضرورة أن تتعلم كيف تحمي نفسها في حال تعرضها للمضايقات، أو الاعتداءات من أي شخص، بحسب ما ترى "المطيري".

واللافت أن النساء في المملكة التقطن طرف الخيط مبكرًا، وتجاوبن سريعًا مع الدورات التدريبية الخاصة بالفنون القتالية، وأساليب الدفاع عن النفس، خاصة التي تقيمها المدربة السعودية الشابة، وهو ما لفتت إليه بقولها: "التجاوب والتفاعل مرتفع جداً؛ لدرجة أن نسبة كبيرة منهن يطلبن وقت إضافي للبرنامج، أو مستوى متقدم للتدريب، وكل يوم اتلقى طلبات للتدريب، وأحاول جاهدة أن أتيح الفرصة للجميع؛ بمساعدة مدير أعمالي كابتن خالد العويس".

تمكين المرأة الذي يوليه ولاة الأمر أهمية قصوى يمثل حافزًا كبيرًا للنساء في السعودية؛ لمزيد من الإنجازات والنجاحات، بحسب ما ترى "المطيري"، التي تأمل في أن تلقى الفنون القتالية الدعم من أصحاب الاختصاص، وإقامة النوادي المختصة في الفنون القتالية خاصة في فنون الملاكمة والكيك بوكسينج والمواي تاي؛ لأنها تكاد تكون معدومة في النوادي النسائية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org