تتمتع جزر فرسان في منطقة جازان جنوب السعودية بطبيعة ساحرة، ومناظر خلابة مكنتها قبل أيام قليلة من التسجيل كأول محمية طبيعية سعودية على برنامج الإنسان والمحيط الحيوي "الماب"، أحد البرامج التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو".
"المالديف السعودية"
تقع جزر فرسان قبالة شاطئ محافظة جازان الجنوبية، وتبعد نحو 42 كيلومترًا عن ساحل مدينة جازان، ومن أكبر جزرها جزيرة فرسان الكبيرة، والسقيد (فرسان الصغرى)، وقماح، وغيرها من الجزر الخالية من السكان. وتبلغ مساحة المحمية 5408 كيلومتر مربع، بينما تبلغ مناطق المحمية البرية 710 كيلومترات مربعة تقريبًا.
وتشكل الجزر الجميلة والشاعرية مصدرًا لا ينضب من المغامرات، فهي جوهرة تاج جازان، ما دفع بعضهم لإطلاق اسم جزر "المالديف" الشهيرة عليها، لما تتمتع به من جمال الطبيعة ونقاء الماء.
تُعد ثلاث جزر من أصل 84 جزيرة مأهولة بصورة دائمة، والباقي يمثل محمية بحرية طبيعية إلى حد كبير. إنها موطن للشواطئ ذات الرمال البيضاء، وأشجار المانغروف الخضراء، والمنحدرات الداخلية المنخفضة، والسماء الزرقاء الفسيحة، كما أنها موطن لتشكيلة متنوعة من الطيور والحياة البرية، بما في ذلك غزال الجبل، والبجع الرمادي، ومجموعات طيور النحام. وفي فصل الشتاء، تأتي الطيور المهاجرة من أوروبا أيضًا لتستقر عليها، بحسب ما تكشف المعلومات حولها على موقع "روح السعودية" التابع للهيئة السعودية للسياحة.
وتتميز جزر فرسان بأنها بكر لم تفسدها يد بشر، وهي تُشكل أرخبيلاً محميًا من الجزر والجزر المرجانية، وتحتوي المحمية على أكثر من 230 نوعًا من الأسماك، وهي تتميز باحتوائها على العديد من الأحياء الفطرية المهددة بالانقراض، كالسلحفاة الخضراء، والسلحفاة صقرية المنقار، وعرائس البحر، والدلافين، وبعض أنواع الحيتان، وأسماك القرش، كما تضم الجزر 50 نوعًا من المرجان، وهي تتميز بالأعشاب، والطحالب البحرية، وغابات القندل، والقرم، والتي تُعد بمثابة حاضنات لصغار الأسماك، والقشريات، وهي ليست موطنًا للكثير من الحياة البرية والكائنات البحرية الملونة فحسب، بل وجهة ساحرة أيضًا لأولئك الذين يتطلعون لاستكشاف التراث السعودي العريق والتنوع الجغرافي بها.
وتظهر الصور المذهلة التي التقطتها عدسة المصور خالد زاروق سحر الطبيعة في "فرسان"، وجمال مياهها الفيروزية، واحتضانها للتنوع البيئي والجغرافي.