الإنسان الطبيعي يقضي حياته بين دائرتين، الدائرة الأولى هي دائرة العمل والإنتاج وفعل الخير، ويستمر داخل هذه الدائرة خلال اليوم 17 ساعة، ثم ينتقل مباشرة إلى دائرة أسميها دائرة الراحة والنوم والاسترخاء، ويستمر فيها 7 ساعات.
ذلك الإنسان القدوة، والنموذج الرائع الذي يحقق النجاح الشخصي والأسري والوظيفي، ويسهم في بناء وتطوير وتنمية المجتمع.. له إسهامات خيرية واجتماعية بسبب إدارته وقته بالشكل الفاعل، وحركته المستمرة المتوازنة بين دائرتَي العمل والراحة.
دائرة العمل تشتمل على 17 ساعة، يوزعها كالآتي: 8 ساعات للوظيفة، وساعتان للواجبات الدينية، و7 ساعات يقسمها بين مهامه الأسرية والمجتمعية وهواياته واهتماماته الشخصية.
الخطورة إذا زاد عدد ساعات بقاء الإنسان في دائرة الراحة، وذلك حين يتجاوز نومه وراحته 7 ساعات، ويصل إلى 10 أو 11 ساعة في اليوم، فإنه ينتقل إلى دائرة خطيرة، نسميها دائرة الكسل. تبدأ الأفكار السيئة، والتعوُّد على ترك العمل والقراءة والإنتاج، واعتياد النوم الزائد، والبقاء في الفراش ساعات طويلة، والملل من كل شيء. ويصيب النفس الكسل والخمول، ويؤثر ذلك على سلوكيات الإنسان وتصرفاته وعمله وعلاقاته.
هناك من فقد وظيفته، وأصابه الوهن والعجز بسبب بقائه في دائرة الكسل.
تدريجيًّا ينتقل الإنسان من دائرة الكسل إلى دائرة الهلاك والنهاية التعيسة إذا لم يجبر نفسه على العودة للوضع الطبيعي، وخلّص نفسه من قيود دائرة الكسل والهلاك.
حتى ولو كان الإنسان في إجازة، وتوقف عن الدوام الرسمي، فعليه أن يستثمر هذا الوقت فيما يفيد حاضره، ويبني مستقبله.
رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- يقول: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". ننعم هذه الأيام بإجازة منتصف العام الدراسي. ولا يعني ذلك أن تضيع الإجازة في النوم والتجول في السيارات. لا بد من تقسيم الوقت بالطريقة النافعة المؤثرة، التي تعود علينا وعلى وطننا بالخير.