تعيش الولايات المتحدة هذه الأيام على صفيح ساخن في أعقاب الصراعات القضائية التي يخوضها فريقا الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ونظيره الرئيس المنتخب جو بايدن؛ وذلك من أجل ترجيح كفة أحدهما في منصب الرئيس للسنوات الأربع القادمة من تاريخ البلاد.
ولم يخلُ الصراع من التصريحات المثيرة؛ إذ قالت السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض، كايلي ماكناني: "إن الانتخابات لم تنتهِ بعد، بل هي بعيدة كل البُعد عن ذلك"، في إشارة إلى انتظار حسمها قضائيًّا. فيما أدلى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، هو الآخر بتصريح مثير، حينما قال إنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة، ولكن إلى ترامب كفترة ثانية!
وعادت الأمور للاشتعال مجددًا عقب قرار ولاية جورجيا الأربعاء الماضي إعادة فرز أصوات الناخبين مرة أخرى بصورة يدوية نظرًا لتقارب فارق الأصوات بين المتنافسين على الرئاسة؛ لتتجدد الآمال لدى الرئيس الأمريكي في تحقيق الانتصار.
هل تشكِّل جورجيا فارقًا؟
ولكن هل يمكن أن تشكِّل أصوات ولاية جورجيا فارقًا في الصراع بين "ترامب" و"بايدن"؟.. بداية، ولكي يكون القارئ على علم، فإنه ينبغي الوقوف أولاً على موقف المرشحَين المتنافسَين في المجمع الانتخابي: يمتلك "بايدن" حاليًا 290 صوتًا انتخابيًّا مع استبعاد أصوات ولاية جورجيا الـ16 نظرًا لإعادة الجدل حولها، وقرار الولاية إعادة فرزها يدويًّا مرة أخرى، مع العلم بأن للمرشح الديمقراطي اليد الطولي في تلك الولاية.
بينما يستحوذ "ترامب" حالياً على 232 صوتاً انتخابياً بعد إعلان فوزه بأصوات ولايتي ألاسكا ونورث كارولينا بفارق مريح عن منافسه الديمقراطي.
وفي ولاية جورجيا محل الصراع، يتفوق "بايدن" على منافسه في عدد الأصوات الشعبية بفارق ضئيل للغاية يبلغ 14.122 صوتاً فقط، علماً بأن عدد من أدلوا بأصواتهم الانتخابية الشعبية في تلك الولاية وصل إلى نحو 5 مليون مصوت تقريباً.
وفي حالة استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحقيق انتصار في تلك الولاية، والحصول على أصواتها الـ16، فسيصبح لديه 248 صوتاً، لكن سيظل ذلك الانتصار غير كافٍ للفوز بفترة رئاسية ثانية؛ إذ سيظل في حاجة إلى 22 صوتاً لتحقيق ذلك، حيث يحتاج الفائز إلى 270 صوتاً من المجمع الانتخابي.
طعون متعددة
يراهن فريق "ترامب" القضائي على الطعون المقدمة في عددٍ من الولايات التي حسمها المرشح الديمقراطي بفارق ضئيل؛ إذ يدعي "ترامب" بحدوث تزوير في تلك الولايات، كما يشكك في بطاقات الاقتراع التي وصلت عن طريق البريد متأخراً، والتي قلبت النتيجة في أكثر من ولاية لصالح "بايدن"، ويطالب بإلغاء فرزها، واحتسابها بين الأصوات النهائية.
وقدم فريق "ترامب" بالفعل الكثير من الطعون في ولايات: بنسلفانيا، وويسكونسن، ومشيجان، ونيفادا، في سعيه للتشكيك في نزاهة العملية الانتخابية في تلك الولايات التي فاز بها "بايدن" بفوارق ضئيلة.
ويحتاج "ترامب" إلى الفوز بولايتين على الأقل من الولايات المذكورة (إضافة إلى جورجيا بالطبع)؛ لكي يستطيع قلب الموازين على منافسه، والفوز بولاية رئاسية ثانية، في حين قد تصل الأمور إلى المحكمة العليا لكي تقول كلمتها الفاصلة في نتائج الانتخابات، ويبدو أن "ترامب" على ثقة بالانتصار برغم هزيمته الحالية!