طعنة في ظهر "أردوغان" من حليفه "تميم".. ماذا فعل في أمريكا؟

تحليل لـ"الزعتر" في ظل ما يعيشه الرئيس التركي من أزمات متنوعة
طعنة في ظهر "أردوغان" من حليفه "تميم".. ماذا فعل في أمريكا؟

في الوقت الذي كان يعول فيه الرئيس التركي الغارق في أزماته الاقتصادية والسياسية على الحليف الصغير "قطر" الذي يصرف عشرات المليارات من الدولارات على عقود مع أمريكا، وهو ما يراه المحلل السياسي خالد الزعتر يحدث شرخاً عميقاً في العلاقات القطرية التركية؛ إذ تكشف زيارة "تميم" إلى أمريكا عن استثمار قطري في توسعة وتطوير (قاعدة العديد) العسكرية الأمريكية بما يقارب الـ8 مليارات دولار، وأيضاً تعهد أمير قطر بمضاعفة الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة قائلاً أن قيمتها الحالية "تتجاوز 185 مليار دولار".
وأضاف "الزعتر" في تصريح لـ"سبق": "هذه المليارات القطرية بلا شك سوف تثير غضب الحليف التركي الغارق في أزماته الاقتصادية المتصاعدة، بينما كان يعول أردوغان على دور قطري في تخفيف الأزمة الاقتصادية التركية نجد أن الاستثمارات القطرية وبخاصة في بورصة إسطنبول بدأت في الانخفاض؛ حيث بلغ مقدار أموال القطريين المسحوبة من تركيا (منتصف الشهر الماضي) (4.6 مليار ليرة تركية)، وهو ما يؤكد أن النظام القطري بدلاً من الوفاء بتعهداته السابقة التي قدمها لأردوغان بزيادة استثماراته لما يقارب (الـ15 مليار دولار) ما بعد انهيار العملة التركية، لم يسعى للتنصل من تعهداته فقط، وإنما سعى إلى تخفيض استثماراته من تركيا".
وتابع: "هذا ما سوف يكون له وقع كبير على العلاقة بين الدوحة وأنقرة في ظل المأزق الذي يعيشه أردوغان الذي انهارت شعبيته في الداخل التركي ويحاول اللعب على وتر (إنقاذ الاقتصاد التركي) لتجميل صورته بعد الصفعة التي تلقاها في خسارة الإعادة لانتخابات بلدية إسطنبول، وسوف تتردى العلاقة بين أنقرة والدوحة في ظل عدم وجود تبريرات قطرية لهذا التصرف في ظل حجم المبالغ التي قدمتها للولايات المتحدة والتعهد برفع مستوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين".
وقال "الزعتر": "تفسير الهروب القطري من الأسواق التركية والتنصل من التعهدات التي قدمها للحليف التركي لا يمكن النظر له بعيداً عن الأزمة المتصاعدة بين أنقرة وواشنطن، وفي ظل التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا بشأن منظومة الصواريخ الروسية S400، وبالتالي يحاول النظام القطري أن يتحاشى الدخول في صدام وإثارة غضب الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلي عن دعم الاقتصاد التركي".
وأوضح: "نجد أن النظام القطري الذي يتحاشى الدخول في صدام مع أمريكا، وضع نفسه في صدام مع النظام التركي الذي سعى لبناء علاقاته مع قطر على قاعدتين رئيسيتين؛ هما توظيف الثروة القطرية في معالجة أزمات تركيا الاقتصادية في ظل العزلة التي تعيشها أنقرة، ومن جهة أخرى إيجاد موطئ قدم له في الخليج عبر القاعدة العسكرية في الدوحة، وبالتالي فإن ما حدث من قبل نظام قطر تجاه الحليف التركي، بالطبع سينظر لها أردوغان كطعنة في الظهر في وقت يبحث عن قشة للتمسك بها لإنقاذ الاقتصاد التركي من الانهيار المتواصل، وأيضاً إنقاذ شعبيته في الداخل التركي، هذه الخطوة القطرية ستقابل بتصعيد من قبل أردوغان، وسيكون لها أيضاً تأثيرات كثيرة على علاقة البلدين، وليس من المستبعد أن يعمد النظام التركي لاستخدام وجوده في الأراضي القطرية لخلق ضغط على النظام القطري لمعالجة أزماته الاقتصادية".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org