وصل الرئيس الـ46 للولايات المتحدة جو بايدن إلى البيت الأبيض أمس الأربعاء، ترافقه عائلته، بعد مرور ساعات قليلة على أدائه القسم الدستوري.
وتفصيلاً، تقدمت سيارة ليموزين تُقلُّه خلف فرقة استعراضية، ووسط موكب عسكري، باتجاه أطراف المقر الرئاسي في العاصمة واشنطن التي تحولت خلال النهار إلى ما يشبه ثكنة عسكرية.
واجتاز الرئيس الديمقراطي الأمتار الأخيرة سيرًا على الأقدام محاطًا بزوجته جيل، وبقية عائلته.
ووفق "العربية نت"، دخلت كامالا هاريس البيت الأبيض بوصفها أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس؛ لذا يدخل هذا النهار كتب التاريخ في الولايات المتحدة خصوصًا بسبب وصول امرأة إلى منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم.
وستصبح كامالا هاريس (56 عامًا) أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب.
وقبل ذلك توجّه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مقبرة أرلينغتون العسكرية قرب واشنطن، ووقف عند ضريح الجندي المجهول، يرافقه ثلاثة من أسلافه.
وكان الديمقراطيان بيل كلينتون وباراك أوباما والجمهوري جورج بوش الابن إلى جانبه في هذه المحطة الأخيرة قبل توجهه إلى البيت الأبيض.
وفي تكريمهما للعسكريين الذين قضوا خدمة للولايات المتحدة ألقى جو بايدن تحية عسكرية، فيما وضعت نائبته كامالا هاريس يدها على قلبها.
ويضم هذا المدفن العسكري رفات أبطال وطنيين ورئيسَيْن، هما جون كينيدي ووليام هاورد تافت.
وأصبح جو بايدن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأربعاء، ودعا في خطابه عقب أداء القسم إلى "الوحدة" في بلد عصفت به أزمات شديدة مع نهاية ولاية دونالد ترامب، مزقت الأمريكيين، وهزت العالم.
وقال بايدن كما تنص صيغة أداء اليمين، فيما يضع يده على الكتاب المقدس أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس: "أنا، جوزيف روبينيت بايدن جونيور، أقسم بأنني سأؤدي بأمانة واجبات رئيس الولايات المتحدة، وأنني سأبذل قصارى جهدي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة، وحمايته، والدفاع عنه".
وفي خطاب استمر قرابة عشرين دقيقة، أشاد بايدن بـ"يوم الولايات المتحدة، ويوم الديمقراطية، ويوم الأمل"، بعد ساعات قليلة من مغادرة دونالد ترامب واشنطن.
وقال وسط تصفيق الضيوف القلائل الذين اختيروا بعناية لحضور المراسم بسبب وباء كوفيد-19: "الديمقراطية ثمينة، والديمقراطية هشة، واليوم انتصرت الديمقراطية يا أصدقائي".
وأضاف: "أعلم أن القوى التي تفرقنا عميقة وحقيقية"، مكررًا الدعوات إلى "الوحدة" في هذا الخطاب الذي يتناقض مع الخطاب القاتم والعدائي الذي أدلى به سلفه الجمهوري في المكان نفسه قبل أربع سنوات.
وبعد دقائق قليلة دعا البابا فرنسيس جو بايدن إلى العمل من أجل المصالحة والسلام في الولايات المتحدة "وبين دول العالم".
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فقال له "مرحبا بعودتك" إلى اتفاق باريس للمناخ.