أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، ديفيد شينكر، اليوم الثلاثاء، أن حزب الله يدعم الوضع الحالي في لبنان ولا يهتم بمعاناة الشعب، وقال في مقابلة مع قناة "العربية" إن "حزب الله أدخل لبنان في حرب كلفته مليارات الدولارات".
وتفصيلاً، أوضح "شينكر" أن النخبة السياسية الحاكمة في لبنان لا تكترث لحاجات الشعب، مبينًا أن الشعب اللبناني بحاجة إلى حكومة من المختصين، قائلاً: "التركيز على المصالح الطائفية في لبنان يفاقم معاناة الشعب".
يُذكر أن لبنان شهد في أكتوبر 2019 انتفاضة شعبية عارمة استمرت أشهرًا تطالب بتغيير الطبقة السياسية كاملة بسبب فسادها وعجزها عن حل أزمات مزمنة. وسقطت حكومة كان يرأسها سعد الحريري في حينه. فشكلت حكومة "تكنوقراط" برئاسة حسان دياب، ما لبثت أن قدمت استقالتها بعد انفجار مروّع في مرفأ بيروت حصد أكثر من مائتي قتيل ودمر أجزاء واسعة من بيروت.
وبعد طول انتظار، كلف الرئيس ميشال عون في أكتوبر 2020 سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة، غير أن الطبقة السياسية في لبنان بكامل مكوناتها اليوم لا تزال تتصارع فيما بينها. والنتيجة أن لا حكومة حتى الآن قادرة على القيام بإصلاحات ضرورية يضعها المجتمع الدولي شرطًا لحصول البلاد على دعم مالي يساعدها على الخروج من دوامة الانهيار الاقتصادي.
وتبدّدت الآمال الضئيلة بتشكيل حكومة قريبًا بعد زيارة قام بها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الاثنين إلى القصر الجمهوري أدلى بعدها بتصريح مدوٍ أكد عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة المنتظرة منذ سبعة أشهر، وعكس عمق الهوة الكبيرة بين الطرفين.
وتجددت مطلع الشهر الجاري الاحتجاجات الشعبية في لبنان على وقع تدهور قياسي في قيمة الليرة، إذ لامس سعر صرف الدولار الثلاثاء عتبة 15 ألف ليرة في السوق السوداء، قبل أن يتراجع تدريجيًا إلى حدود 11 ألفًا.
ودفع التغير السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عددًا من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها، وتوقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف، فيما شهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة.