إمام المسجد النبوي يدعو لاغتنام الصيام في شعبان للاستعداد لرمضان

أكد أن له فضلاً كمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض
إمام المسجد النبوي يدعو لاغتنام الصيام في شعبان للاستعداد لرمضان

تَحَدّث إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة الشيخ عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة اليوم، عن فضل صيام أيام من شهر شعبان؛ موصياً المسلمين بتقوى الله عز وجل.

وقال: لله نفحات رحمة، فتعرضوا لها، ومواسم خير فاطلبوها، وأوقات فضل فاحرصوا عليها، وقد أقبلت عليكم فاستقبلوها، وحلت بكم فاغتنموها؛ فإنها لحظات تمضي كلمح البصر؛ فوَاضيْعة العمر لمن ضيعها، ويا سعادة مَن ظفر بها واغتنمها، قال تعالى {وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكوراً}.

وأضاف: شهر شعبان من مواسم الطاعات وفضائل الأوقات، تُلتمس فيه النفحات، وتُرفع فيه الأعمال والقروبات؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهرٍ ما تصوم من شعبان، قال: (ذاك شهر يُغفل عنه بين رجب ورمضان وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم).

وأردف: شعبان ميدان للاستعداد لاستقبال شهر رمضان؛ فالنفس تحتاج إلى رياضة وتدرّج ومقدمات، والسمو والارتفاع يحتاج إلى سلم وممهدات؛ حيث تجمح النفس ويكل البدن ويفتر الإنسان عن العبادة بسبب عدم التدرج؛ فيُحرم لذتها، ويعاني وطأتها، وربما لا يستطيع المواظبة والمداومة فيفوته بذلك خير كثير.

وتابع: حري بالمسلم أن يجتهد فيه بشيء مما يكون في رمضان، ومنزلة صيام شعبان من رمضان كمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض؛ فصيامه من الاستعداد والحرص على رمضان أحد أركان الإسلام.

وقال "البعيجان": الصوم من أفضل القربات، وأجلّ الطاعات، وأعظم العبادات؛ مستشهداً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة إذا لقِيَ ربه).

وأضاف: الغفلة داء عضال، ومقت ووبال، تقطع الصلة بين العبد وربه؛ فلا يشعر بإثمه، ولا يقلع عن وزره، ولا يتوب من ذنبه؛ فلا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، تمرّ به مواسم الخير وفضائل الأوقات وهو في سبات الغفلة لم ينتبه، يبصر فلا يعتبر، ويوعظ فلا ينزجر، ويُذَكر فلا يدكر.

وأردف: رسول الله صلى الله عليه وسلم رغّب في صيام شعبان لغفلة كثير من الناس عنه؛ فقال: (ذاك شهر يغفل الناس فيه بين رجب ورمضان)، فيا ناصحاً لنفسه أقصِر الأمل وأفِق من غفلتك، واستعدّ للحساب قبل حلول الأجل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org