كان وقع وفاة الراوي و"السنابي" محمد غانم الشمري كبيرًا على محبيه وأقاربه، وعلى متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي داخل وخارج السعودية؛ إذ أكد محبوه ومتابعوه على المنصات أن سيرته العطرة ومحتواه الهادف الذي كان يقدمه، وتنوعه بين القصص ذات العظة والعبرة والألغاز والنكت، ويومياته المغلفة بالعفوية، سر محبته بين الناس.
ووجد "محمد الشمري" الذي يسكن مدينة عرعر تعاطفًا كبيرًا من محبيه ومتابعيه بعد وفاته؛ إذ وجدوا فيه المصداقية والأسلوب القصصي الجذاب، في الوقت الذي غصت فيه مواقع التواصل الاجتماعي بالغث والسمين وبعض المحتوى الهابط، فيما عُرف عن الشمري حبه للناس وحبهم لهم قبل الـ"سوشال ميديا".
وقال شقيق المتوفى رخيص غانم الشمري لـ"سبق" إن أخاه محمد عُرف عنه -رحمه الله- البعد عن المصادمات، وأحب جميع من حوله، وكان موظفًا سابقًا في مديرية الزراعة بمدينة عرعر، ثم تركها وتوجَّه لمنصات التواصل، وكان يعتمد على ما يطرحه من محتوى في منصات التواصل (السناب واليوتيوب).
وأضاف بأن محبة الناس لأخيه -رحمه الله- شاهدناها اليوم في الجامع الكبير والمقبرة؛ إذ احتشد المئات للصلاة عليه، كما أن الاتصالات عليه وعلى إخوته وعمه لم تتوقف من السعودية والإمارات والكويت وقطر والبحرين وغيرها، وكلها تلهج له بلسان الدعاء والترحم عليه والحزن على رحيله.
ووجَّه "رخيص الشمري" رسالة لمحبي وجمهور أخيه "محمد الشمري" بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، والسماح في حال وجود مخاصمة. علمًا بأنه يعلم أن أخاه لا يغضب منه أحد، ولا يُغضب أحدًا، وكانت سيرته العطرة تسبقه لأي مكان يذهب إليه أو منصة يظهر عليها.
وقام أحد متابعيه بإنشاء حملة على منصة التبرعات الوطنية "إحسان" بعنوان: "صدقة جارية عن محمد غانم الشمري -رحمه الله- تخصص لسقيا الماء، وكان المستهدف 50 ألف ريال، ولكن الرقم تجاوز حتى الآن 245 ألف ريال".
وجذبت القصص التي يرويها "محمد الشمري" عبر حسابه الكثير من المتابعين؛ لما فيها من صدق وملامسة هموم الناس، والرسائل المباشرة؛ إذ أكد بعفويته عبر حسابه أن القصص فيها رسائل يفهمها الجمهور بشكل غير مباشر، وهذا سر إقبال الناس عليها.
وصُلي اليوم بالجامع الكبير في مدينة رفحاء على السنابي والراوي محمد غانم الشمري وابنته "حلا" (5 سنوات) وطفله الرضيع "يوسف"، وذلك بعد صلاة الجمعة لهذا اليوم، وتم دفنه في مقبرة رفحاء، رحمهم الله جميعًا وأسكنهم فسيح جناته.
وشيع أهالي رفحاء جثمان "الشمري" بعد صلاة الجمعة، وذلك بعد تعرُّضه لحادث مروري مروع هو وأسرته أثناء سفره إلى الرياض قادمًا من رفحاء؛ إذ اصطدم بسيارة أخرى وجهًا لوجه بعد تجاوز إحدى السيارات.