بعد 8 سنوات .."البشري" يغادر جامعة الجوف بالدموع: هذا سر حب الأهالي

قال لـ"سبق": سأعود للمكتبة ولأبحاثي وخدمة الوطن في مجال آخر
بعد 8 سنوات .."البشري" يغادر جامعة الجوف بالدموع: هذا سر حب الأهالي

غادر مدير جامعة الجوف الدكتور إسماعيل البشري موقعه بعد ٨ سنوات من العمل المتواصل، فحزن الأهالي على رحيله وانتشرت فيديوهات للمواطنين وهم يودعونه، فانهمرت دموعه بعدما لمس الوفاء والقبول منهم.

وتفصيلاً، شهدت جامعة الجوف قفزات تنموية جعلتها تسابق باقي الجامعات، على الرغم من أنها تعد جامعة ناشئة عمرها نحو ١٢ سنة، وشيد الدكتور "البشري" خلال عمله عددًا من المشروعات، وأقام المدينة الجامعية، وضخ الكوادر السعودية من رجال ونساء وأعاد هيكلة الجامعة فتقدمت كثيرًا.

وعمل "البشري" على نشر الكليات بمنطقة الجوف عامة حتى اكتملت البنية التحتية للمشروعات كمباني الطلاب والطالبات وسكن أعضاء هيئة التدريس ومباني الخدمات والمنشآت الرياضية هذا على المستوى الإنشائي.

وأكاديميًا عمل خطة شاملة وفقًا لرؤية ٢٠٣٠م، فأدخل مواد عن التطوع وعن المرأة ودورها التنموي ومادة عن الوسطية حفاظًا على سلوك الطلاب، حتى في آخر يومين قبل مغادرته دشّن ١٥ مشروعًا من ضمنها أكاديمية رياضية تتبنى المواهب بصرف النظر عن المؤهل العلمي.

وعن سر حب الأهالي له وحزنهم على مغادرته قال "البشري" لـ"سبق":"بنيت جسورًا بيني وبين الناس ولم أتقوّقع بمكتبي وشاركت الناس أفراحهم وأتراحهم وبيني وبين المجتمع المحلي علاقة وأتعامل مع المراجعين بالنفس الطويل".

وأشار:"إذا دخل عليّ مراجع أشرح له حتى يقتنع ولا يخرج إلا راضيًا والشخص لابد أن يستوعب الآخرين بتعامله كذلك تبنيت الشفافية في العمل حتى اقتنع الموظفون".

وأكد:"لا يوجد لدينا وساطة ولا يتقدم أحد على الآخر، فالقبول منضبط لدينا ليس ١٠٠ ٪ بل ١٠٠٠ ٪ ونعامل الجميع بسواسية حتى لو جاء شخصٌ بشفاعة، ومثل ذلك بالتوظيف نعلن النتائج بالدرجات ومن لم يقتنع نخرج ورقته ويطلع على درجاته".

واستدرك:"الأنظمة مع الموظفين وأعضاء هيئة التدريس واضحة فأنت لا تستطيع معاقبة الآخرين بشيء لا يعرفونه، فعملنا هيكلة إدارية بـ١٣ مجلدًا كاملة فيها الوصف الوظيفي لكل وظيفة حتى المراسل".

وأضاف:"أفهمنا كل شخص بعمله فهذه الحوكمة جعلت المجتمع المحلي يقتنع بالعدالة، فالمجتمعات تقتنع حتى لو لم يحصل شخصٌ على طلبه فإذا شاهد العدالة اقتنع فوصلتني والله رسائل وداع ومن أشخاصٍ لم تتحقق مطالبهم".

وعن سر الدمعة التي سقطت في وداع الأهالي قال:"حب المنطقة وحب الأهالي ووجود الناس بالمطار لوداعي، فشعرت بالوفاء وبشيء من العواطف الجياشة المتدافعة، فالإنسان دمعته قريبة".

وعن وجهته القادمة قال:"سأعود للمكتبة ولأبحاثي وخدمة الوطن في مجال آخر فأنا متخصص في تاريخ المملكة والجزيرة وسنشارك بالعمل المجتمعي التطوعي ونستثمر بقية العمر بما يعود للوطن بالنفع".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org