مَن يوقف "رعب البابون"؟.. هجوم يصيب مواطنًا بالباحة بعد اختطاف طفل المخواة!

صاحب الواقعة يرويها لـ"سبق" مؤكدًا تبرؤ "البلدية" و"البيئة" وعدم تفاعل "الفطرية"
مَن يوقف "رعب البابون"؟.. هجوم يصيب مواطنًا بالباحة بعد اختطاف طفل المخواة!

ازدادت أخطار قرود البابون، مؤخرًا، في المناطق الجنوبية حتى باتت تهاجم الأطفال والكبار؛ بل وتعدت لتدخل المنازل، دون تحرك ملحوظ من الجهات الحكومية؛ حيث كان آخر تلك الممارسات مهاجمة "قرود البابون"، أمس السبت، مواطنًا بالباحة داخل فناء منزله الخارجي وإصابته بجرح غائر استدعى نقله لمستشفى الملك فهد بالباحة، الذي تعامل مع الحالة وقدّم له الرعاية اللازمة مع منحه إجازة مرضية من عمله ومدة شفاء 20 يومًا.

وتأتي هذه الواقعة بعد 3 أشهر من مهاجمة القرود طفلًا بالمخواة ومحاولة اختطافه لولا تدخل أخته وإنقاذه، لتتوالى مناشدات والده للقضاء على تجمعات القردة؛ حيث تابعت "سبق" الواقعة، في حينها، تحت عنوان "شاهد.. طفل المخواة الذي هاجمته القرود يرقد بالمستشفى منذ يومين".

وفي التفاصيل التي يرويها المواطن ماجد الغامدي لـ"سبق"، قال: "أثناء خروجي من منزلي بوسط الباحة شاهدت قطيع القرود في حاوية النفايات بالشارع المجاور، وأنا لا أزال في ساحة منزلي الخارجية.. وفجأة انطلق نحوي كبير القرود وهاجمني وأنا داخل حوش منزلي؛ محدثًا بنابه جرحًا غائرًا في يدي وبعض الكدمات في كتفي".

وأضاف: "نزفت كميات من الدم، ولعدم قدرتي على قيادة المركبة قام الجيران بنقلي إلى مركز صحي ومنه إلى مستشفى الملك فهد، الذي تعامل مع الحالة طبيًّا ومنحني إجازة من عملي ومدة شفاء 20 يومًا".

وتابع: "أبلغتُ الأمانة وردوا بعدم الاختصاص، وبالمثل قدمتُ بلاغًا للبيئة الذين ردوا كذلك بعدم الاختصاص؛ فتم التواصل مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وتم تقديم بلاغ.. ولكن منذ قرابة 24 ساعة لم يتواصل معي أحد من المركز لمعرفة التفاصيل أو حتى طلب الموقع".

وقال "الغامدي": "هذه القرود نراها بجوار منازلنا يوميًّا في كتائب تصل إلى 200 قرد تثير رعب الصغار والنساء والكبار، أناشد المسؤولين والجهات المختصة بإيجاد حل جذري لسطوة جماعات قرود البابون، فلدي طفل وحيد عمره 6 سنوات بعد انتظار 13 عامًا أخشى من مهاجمتها له أثناء توجهه للمدرسة أو العودة منها أو أثناء اللعب في فناء منزلي".

وكان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، قد نشر بيانًا أكد فيه إطلاق برنامج تقييم أضرار تزايد أعداد قرود (البابون)، الذي يهدف لتقييم الأضرار الناتجة عن تزايد أعدادها في المواقع السكنية والزراعية، وإيجاد الحلول المناسبة للحد من هذه الأضرار.

ويُجري المركز دراسات لاحتواء مشكلة تكاثر قرود (البابون)؛ حيث تأتي هذه التحركات للحد من الأضرار التي تُحدثها قرود البابون في بعض المناطق، لا سيما بعض الوجهات السياحية جنوب وجنوب غربي المملكة، وما تسببه من آثار سلبية بيئية واجتماعية وصحية واقتصادية؛ إذ يعكف على إعداد خطط متكاملة وحملات توعوية لمعالجة مشكلتها التي تتربص بالأهالي والزوار، وتُشكّل خطرًا على مرتادي الطرق السريعة والأحياء السكنية والحدائق العامة والمدرجات الزراعية؛ مما يؤدي إلى تكوين صورة ذهنية مشوهة للوجهة السياحية التي تعيش في محيطها، وتأثيرات أخرى على السلامة العامة.

وأكد المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، أن وجود قرود البابون في بيئتنا بشكل متوازن أمر فطري وصحي، ولا يبحث عن التخلص منها نهائيًّا، ويهدف من خلال دراساته وبرنامجه إلى إحداث توازن بيئي وطبيعي.

وتثير قرود البابون قلقًا من إحداثها خللًا في التوازن البيئي وإمكانية دخولها إلى المناطق السكنية، ومخاوف من سلوكيات قطعان القرود التي تروع الأطفال والأهالي، بالإضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية، وتأثير ذلك على اقتصاديات المزارعين؛ حيث تؤكد الدراسات أن أحد الأسباب الجوهرية لازدياد أعداد السائبة منها في بعض مناطق المملكة؛ هو إطعامها وتغذيتها من قِبَل المارة؛ مما يؤدي إلى تكاثرها وزيادة أعدادها، كما يتسبب إطعامها في نشر المخلفات الغذائية وتراكم النفايات.

ودعا المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، المجتمع إلى التعاون مع الحملة كجزء من الحل؛ وذلك بعدم إطعامها، والتخلص من النفايات في أماكنها المخصصة، وعدم اقتناء القرود وتربيتها في المنازل وتكييفها للعيش في غير بيئتها الطبيعية.

وكان المركز الوطني قد أطلق -بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية- حملة إعلامية توعوية تحت وسم "أكثر من مشكلة" لحشد الجهود في التوعية بالمشاكل التي تسببها قرود البابون، التي تتداخل مع تحديات بيئية واقتصادية واجتماعية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org