مركز الملك فهد الثقافي.. نموذج للعلاقات الراسخة بين السعودية والأرجنتين

"سبق" تسلط الضوء على أنشطته.. تزامناً مع زيارة ولي العهد لبيونس آيرس
مركز الملك فهد الثقافي.. نموذج للعلاقات الراسخة بين السعودية والأرجنتين
تم النشر في

تزامناً مع زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لجمهورية الأرجنتين لرئاسة وفد المملكة لقمة العشرين؛ تستعرض صحيفة "سبق" الإلكترونية نبذة تعريفية عن أكبر مركز إسلامي حضاري شيّدته المملكة العربية السعودية في قارة أمريكا الجنوبية، ويعد شاهداً على عناية المملكة ورعايتها وريادتها للعمل الإسلامي والثقافي ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة في العالم.

تاريخ إنشاء المركز:

تأسس مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس؛ ليمثل بُعداً مهماً في العلاقات الراسخة بين البلدين منذ افتتاحه في عام 1422هـ الموافق 2000م؛ حيث أمر ببنائه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، وأزاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حينما كان ولياً للعهد آنذاك- الستار عن اللوحة التذكارية للمركز، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله، وإن شاء الله يكون مركز حق وعدل للإسلام والمسلمين والعرب، ويفيد كل أنحاء الأرجنتين.

ويمثل المركز صرحاً إسلامياً كبيراً لينير معالم الطريق الحق أمام كل من يريد الدراسة والتعرف والبحث عن حقائق الدين والحضارة العربية الإسلامية، وتوضيح أسس ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وإرشاد المسلمين وتوجيههم لما فيه خيرهم وصلاحهم وتربية أبنائهم وتعليمهم القرآن الكريم واللغة العربية؛ للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية، إضافة إلى ما يقدمه للدارسين والباحثين دون استثناء من مصادر البحث والعلم بالكتب والنشرات الدراسية العلمية المترجمة في مجالات متعددة.

نبذة عن المركز:

يعتبــر مركــز خــادم الحرميــن الشــريفين الملــك فهــد الثقافــي الإســلامي فــــي الأرجنتيــن مــــن أكبــر المــــراكز الإسلامية الثقافية التــي شــيدتها المملكــة العربيــة الســعودية في دول العالم وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وقد تم بناء المركز على الطراز المعماري الكلاسيكي الحديث؛ حيث تم تنفيذ هذا المشروع ليتوافق مع الأهداف الثقافية الدينية السامية التي يسعى لترسيخها ونشرها بين أطياف المجتمع الأرجنتيني.

ونال هذا الصرح استحسان الحكومة الأرجنتينية؛ حيث أدرجــت بلديــــة مدينة بوينــس آيــرس المــــركز فــي الخارطــة الســياحية للعاصمـــة الأرجنتينيــة؛ فيما اعتبرته وزارة السياحة ألأرجنتينة من المعالم السياحية البارزة والمهمة؛ لما يحمله من جمال في التصميم وقيمة ثقافية عالية.

وتأسس هذا المركــز؛ تلبيــة لحاجــة المســلمين فــي قارة أمريكا الجنوبية ودول البحر الكاريبي إلى مســجد ومركــز ثــــــــقافي إســلامي علــى المســتوى اللائــق لأداء شــعائرهم وممارســة أنشــطتهم الثقافيــة والاجتماعيــة.

مجلس الأمناء للمركز:

ويترأس المجلس الأعلى لأمناء مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي بالأرجنتين، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، ويضم في عضويته سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأرجنتين الأستاذ رياض بن سعود الخنيني، وأمين المجلس مدير مركز الملك فهد الشيخ علي بن عوضة الشمراني، إضافة إلى عدد من الأعضاء من الشؤون الإسلامية والمهتمين بالعمل الإسلامي بالأرجنتين.

مدرسة الملك فهد:

تأسست المدرسة يوم 14 أكتوبر عام 2006؛ اعتماداً على النظام التعليمي الأرجنتيني، إضافة إلى مادتيْ الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وتشمل المدرسةُ مرحلتيْ الروضة والمرحلة الابتدائية؛ حيث بلغ عدد الطلاب الدراسين في المدرسة أكثرَ من ستة آلاف طالب وطالبة، إضافة إلى هذا العام الذي شهد تسجيل أكثر من 450 طالباً وطالبة، مع اختلاف فئاتهم العمرية ودياناتهم.

جامع الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود:

تبلغ مساحة الجامع الإجمالية 2000م2، يتكون من طابقين، يتسع لأكثر من 5000 مصلى، إضافة إلى 40 دورة مياه؛ منها دورات مياه لذوي الاحتياجات الخاصة.

وتم تزويد الجامع بكاميرات مراقبة وشاشات عرض للأنشطة والصلوات الخمس في الحرم المكي والمدني، كما تم تزويد المسجد بمخارج للطوارئ، وقد زودت وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية الجامع بكمية كبيرة من المصاحف وتراجم معاني القرآن الكريم من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة.

المكتبة العامة:

وتبلغ مساحة المكتبة الإجمالية 270 متراً مربعاً، تحتوي على أكثر من 10 آلاف كتاب تتنوع بين مصاحف مترجمة للعديد من اللغات، وتفاسير القرآن الكريم، وكتب دعوية وثقافية وعلمية واجتماعية، ومخطوطات في التاريخ الإسلامي، إضافة إلى كتب تاريخية وثقافية عن المملكة مترجمة بعدة لغات، وكما تقام فيها الدروس الأسبوعية والدورات الشرعية.

قاعة المحاضرات الكبرى:

تتسع قاعة المحاضرات الكبرى لأكثر من 500 شخص، ويقام فيها أكثر من عشرين فعالية ومناسبة شهرياً.. تتنوع المناسبات بين محاضرات وندوات وورش عمل وملتقيات علمية وثقافية؛ حيث تم تجهيزها بنظام صوتي متطور، وعارض ضوئي، وأجهزة تصوير احترافية؛ لتسهيل تلقي المعلومة من قِبَل الحضور.

القرية التراثية:

تبلغ مساحة هذه القرية 400م2، تم تصميمها الإنشائي على الطراز النجدي، تضم بين جنباتها عدداً من الأركان التي تعرض خلالها تاريخ المملكة العربية السعودية وأبرز آثارها والمواقع التراثية المهمة فيها، إلى جانب مقتنيات تراثية نادرة تتنوع ما بين أواني وأزياء وتحف وأثاث وصور ومخطوطات.

وشهدت القرية منذ افتتاحها بحضور الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أوائل العام الجاري 2018م، توافداً وإقبالاً كبيراً من أطياف الشعب الأرجنتيني ومختلف السائحين من أمريكا اللاتينية، الذين يحرصون على زيارتها والتقاط الصور التذكارية لها.

المعرض الدائم:

تبلغ مساحة المعرض 500م2 يحتوي على عدد من الأركان التعريفية برسالة المركز وأهدافه والخدمات التي يقدمها، إلى جانب أجنحة خاصة باللوحات الفنية تحكي قصص الأنبياء أولي العزم، إلى جانب المراحل التطويرية التي شهدها الحرم المكي في عهد الدولة السعودية الحديثة، إضافة إلى جناح خاص للتعريف برؤية المملكة 2030 مترجمة بعدد من اللغات العالمية؛ لإطلاع الزائرين على الجهود الكبيرة والمتواصلة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعراب هذه الرؤية ومهندسها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ لنقل المملكة إلى مصافّ الدول المتقدمة في كل المجالات.

المسطحات الخضراء:

يتميز محيط المركز بوجود المسطحات الخضراء الواسعة التي تضفي ناحية جمالية طبيعية للمركز؛ لإتاحة الفرصة للضيوف والزوار الجلوس والاستفادة منها، كما تضم هذه المسطحات ملاعب رياضية مخصصة لمزاولة العديد من الأنشطة الرياضية كملعب كرة القدم وكرة الطائرة، وملعب كرة المضرب، إلى جانب ملعب لكرة السلة والألعاب الترفيهية للأطفال.

صالة الضيافة:

تبلغ مساحة صالة الضيافة 100م2 تتسع لأكثر من 100 شخص، تتسم بالطابع العربي لاستقبال الضيوف بعد الصلوات المفروضة، وضيوف المركز في شهر رمضان المبارك.

الخيمة الكبيرة للمناسبات:

تأسست الخيمة على مساحة إجمالية 220م2؛ لإقامة الاحتفالات واستقبال الضيوف، وتعتبر واحدة من أبرز مفردات الحياة العربية القديمة، وما ترمز له من كرم الضيافة، وفيها يتم استقبال كبار الزوار، بعد إتمام الجولة التعريفية بالمركز.

الأنشطة الدعوية:

يُعد النشاط الدعوي أحد أهداف مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الثقافي الإسلامي.

وبلغ عدد الأنشطة الدعوية التي قدّمها المركز منذ إنشائه عام 2000م حتى الآن 40520 نشاطاً دعوياً، تنوعت ما بين محاضرات وندوات ومؤتمرات وملتقيات علمية، إضافة إلى زيارات للتواصل.

زيارات الوفود للمركز:

يحظى المركز باهتمام الشعب الأرجنتيني والزائرين من مختلف أنحاء دول العالم؛ لما يمثله من نموذج وصرح إسلامي بارز في قلب جمهورية الأرجنتين؛ حيث يشهد سنوياً زيارة أكثر من 40 ألف زائر وسائح.

ويقصد المركز يومياً ما بين 500 شخص لأداء الصلوات المفروضة، إلى جانب ألف شخص لأداء صلاة الجمعة في أكبر مسجد أنشئ في قارة أمريكا الجنوبية.

مدرسة الملك فهد الثقافية:

تبلغ مساحة المدرسة خمسة آلاف م2، بُنيت على الطراز الحديث، ويضم الطابقان أكثر من 20 فصلاً دراسياً، إلى جانب صالتين للحاسب الآلي، وقاعة محاضرات ومكاتب للإداريين والمدرسين، ويتم تزويد المدرسة كل عام بالأثاث الحديث والتقنيات المتطورة؛ للرقي بمستوى الخدمات التعليمية التي تقدمها للدراسين على اختلاف شرائحهم وفئاتهم العمرية.

وتشهد المدرسة إقبالاً كبيراً من الجالية المسلمة في الأرجنتين وغير المسلمة؛ لتعلم مختلف العلوم، وتقدم خدماتها السنوية لأكثر من 450 طالباً وطالبة؛ ليصل بذلك عدد المستفيدين من خدماتها منذ إنشائها عام 2006 أكثر من ستة آلاف طالب وطالبة، إلى جانب إقامة دورات لتعليم اللغة العربية، استفاد منها ألفا طالب وطالبة.

المشاريع الموسمية:

ينفذ المركز مشاريع خيرية سنوية مثل برنامج خادم الحرمين الشريفين لتفطير الصائمين؛ حيث بلغ عدد الوجبات التي قدّمها المركز هذا العام 6480 وجبة للصائمين؛ ليصبح إجمالي عدد الوجبات التي قدمها المركز منذ إنشائه 120.650 وجبة، إلى جانب آلاف وجبات السحور للمعتكفين وضيافة رواد المركز.

المطبوعات العلمية والنشرات:

يقدم المركز للزائرين مطبوعات ونشرات ثقافية وعلمية؛ يأتي في مقدمتها ترجمة معاني المصحف الشريف بلغات عالمية وأحجام مختلفة، يتم طباعتها في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، إلى جانب إصدارات الشؤون الإسلامية في العقائد والعبادات، وسماحة الإسلام ووسطيته، التي من خلالها يتبصر المسلم بأمور دينه.

المسلمون الجدد:

ينفذ المركز برامج متعددة لنشر الدين الإسلامي لزائريه؛ من خلال الحوارات الثقافية الدعوية؛ حيث بلغ عدد معتنقي الإسلام هذا العام 2018م، 57 مسلماً؛ فيما بلغ عدد المسلمين الجدد منذ إنشاء المركز ما يقارب ثمانية آلاف مسلم ومسلمة.

برنامج المساعدات الغذائية الشهري "سلة الخير":

يُعد تقديم يد العون والمساعدة للآخرين من الأهداف الرئيسية للمركز؛ حيث يستفيد من برنامج المساعدات الغذائية والعينية أكثرُ من 100 أسرة شهرياً؛ سواء من المسلمين أو غير المسلمين.

وتشمل المساعدات المواد الغذائية الأساسية من الزيت والأرز والسكر والدقيق، إضافة إلى توزيع الملابس والأثاث على المحتاجين.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org