حذر الشيخ صالح المغامسي، الداعية وإمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، السائقين، من مداخل ووساوس الشيطان بأن الالتزام بالأنظمة والتعليمات المرورية ضعف وذلة وانكسار، مشدداً على أنه "ليس من العقل والدين والبصيرة أن يلقي الإنسان بنفسه إلى المهالك وقد استأمنه الله عليها".
وأضاف موجهاً نصيحته للشباب: "ليس من البصيرة أن تجازفوا لإرضاء أقرانكم ولإشباع رغباتكم، الله الله في أنفسكم، هناك والدان ينتظران عودتكم، ومجتمع ينتظر تفوقكم، وأمة تنتظر بذلكم وجهدكم فيها".
وذكّر "المغامسي" سائقي المركبات بأن "هناك أبناءً ينتظرهم آباؤهم، وهناك أبناء ينتظرون آباءهم، فلا تكونوا سببًا في حرمان أب من أبنائه، ولا في حرمان أبناء من آبائهم بأن تسرعوا في طريقكم أو تجازفوا في سيركم، أو تنشغلوا بجوالاتكم وهواتفكم عن قيادتكم وسياقتكم لمركباتكم!".
وأوصى "المغامسي" قائدي المركبات والسيارات قبل ركوبهم وذهابهم بالتوكل على الله وقراءة الأذكار ومعرفة حق الطريق، مشدداً على أن كف الأذى الوارد بالحديث النبوي في حَقُّ الطَّرِيقِ: (غَضُّ البَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلامِ، وَالأَمرُ بِالمَعرُوفِ وَالنَّهيُ عَنِ المُنكَرِ) يشمل في زماننا هذا: ألا يأتي الإنسان لشيء ليس له وألا يسرع وألا يقتحم الطريق، وأن يعرف آدابه وفق الأنظمة المرورية المتبعة، فليس في ذلك ذلة!
وحذر "المغامسي" من وساوس الشيطان بأن في التزام أنظمة وتعليمات المرور ضعفاً وانكسارًا وذلة! وقال: "بل العكس من ذلك، فقد يفقد الإنسان طمأنينته وراحة باله وسعادته إذا تسبب -لا سمح الله- بحادث مروري أو مات آخرون، فسيتألم إلى أبد الدهر، ولن يهدأ الإنسان على فراش، ولن يهنأ بطعام ولا بشراب كلما تذكر أنه قتل نفسًا!".
واختتم "المغامسي" نصيحته للسائقين قائلاً: "استعينوا بالله، وامضوا في طريقكم بيسر وسهولة، واعلموا ما الذي لكم وما الذي عليكم"، وقال: "إن تقيدكم بأنظمة المرور وقيامكم بها لا يعني أبداً ذلة وانكسارًا، بل يعني وعياً وإدراكاً لما لكم وما عليكم، وإدراكاً للواجبات الشرعية التي أمرنا الله، عز وجل، بها".