"الفلك الدولي": زخة شهب مساء الجمعة .. هي الأفضل هذا العام

عودة: الآن يمكن رؤية ألمع مذنب خلال عام 2018 بالعين المجردة
"الفلك الدولي": زخة شهب مساء الجمعة .. هي الأفضل هذا العام
تم النشر في

يترقب علماء وهواة الفلك رصد زخة شهب تعد الأفضل هذا العام، فعلى الرغم من أن البعض يعتبر زخة شهب البرشاويات التي تحدث كل عام في شهر أغسطس هي الأفضل، لكن في الواقع فإن زخة شهب التوأميات التي تحدث كل عام يوم 14 ديسمبر هي الأفضل بشكل عام، فليس فقط هي صاحبة عدد الشهب الأكبر من بين باقي زخات الشهب، بل إن نوعية الشهب أيضاً هي الأفضل، ففي حين أن شهب البرشاويات سريعة وبالتالي لا تظهر إلا لفترة وجيزة جداً من الزمن، فإن شهب زخة التوأميات بطيئة؛ ما يجعلها تظهر لفترة أطول من الزمن؛ حيث تبلغ سرعة شهب التوأميات 35 كيلو متراً في الثانية.

وأوضح مدير مركز الفلك الدولي، عضو منظمة الشهب الدولية المهندس محمد شوكت عودة، في بيانٍ حصلت "سبق" على نسخة منه، أنَ زخة شهب التوأميات سُميت بهذا الاسم لأن جميع شهبها تبدو منطلقة من نقطة وهمية موجودة في مجموعة التوأمين (أو برج الجوزاء كما يسميه المنجمون)، وسبب هذه الشهب هو كويكب اسمه "فيثون" ويتصرف هذا الكويكب مثل المذنبات أحياناً فتنفلت منه حبيبات غبارية تبقى سابحة في مداره، والبعض يرى أن هذا الكويكب هو في الحقيقة نواة لمذنب قديم، وعندما تقترب الأرض من مدار الكويكب كل عام يوم 14 ديسمبر تنجذب هذه الحبيبات الغبارية نحو الأرض وتدخل الغلاف الجوي فتحترق وتؤين الغلاف الجوي مكوّنة الشهب التي نراها.

وقال عودة: تظهر شهب التوأميات كل عام ما بين 04 و17 ديسمبر، وتصل الذروة يوم 14 ديسمبر، وفي هذا العام ستحدث الذروة في الساعة 04:30 عصراً بتوقيت الإمارات.

وبالنسبة لغرب العالم، فإن ليلة 13 على 14 ديسمبر هي الأنسب لرصد الشهب، في حين أن ليلة 14 على 15 ديسمبر هي الأفضل لشرق العالم، أما في المنطقة العربية ووسط العالم، فعلى كل مهتم أن يحسب موعد الذروة حسب توقيته المحلي ويختار الليلة الأقرب لموعد الذروة.

وأضاف: خلافاً لمعظم زخات الشهب الأخرى، فإن نشاط شهب التوأميات ليس متماثلاً قبل الذروة وبعدها، فنشاط الشهب يتصاعد بشكلٍ بطيء قبل الذروة، لكنه ينخفض بشكل سريع بعدها، وبالتالي تشهد الليالي قبل الذروة نشاطاً مميزاً من الشهب أيضاً.. فقبل يومين من الذروة يكون عدد الشهب في الساعة يساوي ربع عدد الشهب في الساعة يوم الذروة، وقبل الذروة بيوم يكون عدد الشهب في الساعة نصف عدد الشهب في الساعة يوم الذروة.. أما أول يوم بعد الذروة، فيكون عدد الشهب في الساعة ربع عدد الشهب في الساعة يوم الذروة.. ومن مميزات شهب التوأميات أن عدد الشهب ذات اللمعان المتوسط منخفض، فمعظم شهبها إما لامعة وإما خافتة.

وقال عودة: الشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة احتكاكها معه وتؤين جزء منه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوانٍ أو جزءٍ من الثانية.

ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم إلى 1 سم فقط.. وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة.. ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريباً عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض نحو 100 مليون يومياً، معظمها لا يُرى بالعين المجردة.

وبيّن أن الحسابات تشير إلى أنه من المتوقع هذا العام رؤية ما يقرب من 60 إلى 120 شهاباً توأمياً وقت الذروة، لكن هذا الرقم لا يمكن رؤيته إلا من مكان مظلم تماماً بعيداً عن إضاءة المدن، وذلك لفترة وجيزة قرب وقت الذروة، ومن المناطق التي تكون فيها مجموعة التوأمين عالية في الأفق.. أما في حالة الرصد من داخل المدينة، فلا يتوقع رؤية أكثر من عشرة شهب في الساعة في أفضل الأحوال.

ويأمل "عودة"؛ من المهتمين برؤية هذه الشهب، الرصد من مكان مظلم والنظر إلى السماء ابتداءً من نحو الساعة الثامنة مساءً، وتزداد الشهب بمرور الوقت، إلى أن تزداد بشكل ملحوظ بعد منتصف الليل وبالاقتراب من موعد الفجر.. وكذلك يكون عدد الشهب أكبر كلما كان الراصد أقرب من موعد الذروة.

وأكّد أن الشهب لا تشكل أيّ خطرٍ على سطح الأرض إطلاقاً حتى إن كانت على شكل عاصفة، فجميع الشهب تتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، إلا أن هناك خطراً حقيقياً قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، التي يبلغ عددها نحو 5000 قمر صناعي عامل، حيث قد تصل سرعة الشهاب إلى 72 كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت)، واصطدام جُسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحسّاسة، وبالتالي إيقافه عن العمل.. فعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات أولومبوس في أثناء زخة شهب البرشاويات عام 1993 بسبب اصطدامه بإحدى الحبيبات الترابية.

وفي ظاهرة فلكية أخرى مميزة، فإنه يمكن الآن رؤية المذنب "ويرتنين"، وهو ألمع مذنب في السماء خلال عام 2018، وتم اكتشافه يوم 17 يناير 1948، ويدور هذا المذنب حول الشمس مرة واحدة كل 5.44 سنة.. ويقدر قطره بـ 1.2 كيلومتر، في حين أن قطر الهالة المحيطة به تبلغ مئات آلاف الكيلومترات، وفي مروره هذا سيصل المذنب إلى أقرب مسافة من الأرض يوم 16ديسمبر، وسيكون يومئذ على مسافة 11.6 مليون كم، وسيصل إلى أقرب مسافة من الشمس يوم 13 ديسمبر في الساعة 02:21 فجراً بتوقيت الإمارات، وسيكون حينها على بُعد 150 مليون كم من الشمس. ويقع المذنب حالياً في برج الثور، وسيكون المذنب ألمع ما يمكن في الفترة ما بين 12 و 17 ديسمبر، حيث يلمع حينها بالقدر 3.9، أي أنه يُرى بالعين المجردة نظريا، إلا أن رؤيته في الواقع صعبة جداً؛ لأنه جرمٌ ممتدٌ وبالتالي سطوعه منخفض، فالأفضل محاولة رصده بالمنظار من مكان مظلم.

وسيشرق المذنب يوم 16 ديسمبر بحدود الساعة الرابعة عصراً بتوقيت الإمارات، ويصل إلى أعلى ارتفاع له في السماء في الساعة 10:45 مساء بتوقيت الإمارات، ويغرب في الساعة 05:34 فجراً بتوقيت الإمارات، ويختلف شروقه وغروبه قبل وبعد هذا التاريخ بدقائق عدة نتيجة حركته المستمرة بسبب دورانه حول الشمس.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org