ينتظر الأهالي في محافظة فيفاء جنوبي السعودية موسم حصاد "الوغيرة"، الذي يتزامن مع فصل الشتاء من كل عام. و"الوغيرة" نوع من أنواع البقوليات، وعلميًّا تسمى "اللوبيا الحلوة".
وتبدأ رحلة جني ثمار "الوغيرة" في ساعات النهار، ويشارك في جنيها الصغار والكبار؛ للاستمتاع بلحظات جمعها من المدرجات، وجلبها لمنازلهم؛ لتبدأ مرحلة التحضير والطهي، وتعج بعدها رائحة "الوغيرة" الفواحة في أنحاء المنزل، بانتظار الوجبة الشعبية الشتوية المميزة.
ويقدم الأهالي "الوغيرة" لبعضهم، سواء للجيران أو الأقارب، ممن لم يتمكن من زراعتها، أو مَن كان محصوله قليلاً، أو مَن كان منهم خارج المحافظة.. وغالبًا ما تُقدَّم وقت جنيها قبل الطبخ.
ويتم تحضير طبق "الوغيرة" بطبخه في الماء المغلي مع إضافة الملح لما يقارب الساعة، بحسب درجة النار، وتكون مع وجبة الغداء أو العشاء، فيما يتم طبخها بطرق مختلفة أخرى، كإضافة حبوبها للخبز البلدي أثناء العجين، وتسمى محليًّا في فيفاء "مرخدلية".
وتكون مرحلة الجني بعد أشهر من الزراعة، والاحتفاظ بحبوب "الوغيرة" اليابسة من الأعوام الماضية، واختيار وقت محدد متعارف عليه عند المزارعين، يكون موعدًا للزراعة. وتمرُّ "الوغيرة" بمراحل حتى تصل للإزهار، ثم اكتمال الحبوب في الثمرة، فيما لا يحتاج نباتها إلى سقيا.
وبدأ بعض المزارعين بفيفاء بالاستثمار في "الوغيرة"؛ إذ يقوم بعض المزارعين بجنيها وتوزيعها على المحال الغذائية ومحال الخضار للاستفادة من بيعها نظرًا للطلب المتزايد عليها.