أمطرت سحابة عيد عنيزة الشعر على الحضور في اليومين الماضيين، على المسرح الحضاري، لتعود عنيزة لواجهة الشعر بعد غياب دام لأكثر من ٥ سنوات.
عنيزة المولدة للشعر والشعراء والبيئة التي تُنمي الحراك الأدبي والشعبي ومن أوائل محافظات السعودية التي احتفت بالشعراء على منابرها في المناشط السياحية على مدى عقودٍ ماضية، لكنها غابت ثم عادت بقوة، فهي لا تذهب بعيدًا عن ميدان الأدب، ومنها خرج نوابغ الشعر الشعبي "النبطي"، وفيها تغزل العشرات ونظموا بيوت الذهب حبًا ووصفًا لمدينتهم التي تُلهم الشاعر وتُلهب مشاعره.
وفي احتفال عيد هذا العام الذي تنظمه بلدية عنيزة التي أخذت على عاتقها إعادة هذا الوهج وتروية عطش متذوقي الشعر الشعبي بأبيات الحكمة والغزل والقصائد الوطنية بدعوة الشاعرين خلف المشعان ومبارك الحجيلان، وهو الحراك الترفيهي الأدبي الذي يتقاطع مع رؤية ٢٠٣٠ الرامية لتوطين السياحة وإيجاد مناخ ترفيهي متنوع المسارات من إقامة الفعاليات الترفيهية والشعرية لتشبع رغبات الجنسين، ومن هنا كان للشعر النسائي نصيبه وحضوره على مسرح عيد عنيزة فقدمت الشاعرتان حصة الفهد ونسايم ليل أمسية شعرية للسيدات البارحة امتلأت معهم المقاعد.
وفي بداية تعليقه لـ"سبق" أهدى الشاعر خلف المشعان بيتين للقصيم قال فيهما: "تعال احذف معي ميم
القصيـ م .. وحط حرف الدال
عشان أعلمك وين القصيد ينوخ ركابه
نعم ياهل القصيم أنتم غديتم للأدب مدهال
لكم مني تحيات القصيد وشكر كتابه
وأضاف: لم يغب الشعر عن منصات الاحتفالات الوطنية وتحديدًا بالقصيم، ففي كل عام تقام المهرجانات الصيفية وأهالي القصيم هم أهل الشعر فربما خفت ضوء الشعر في عنيزة في الفترة الأخيرة لكني أراه عاد بقوة في مهرجان سحابة عيد من حيث العمل المنظم بجهود وتكاتف أبنائها.
وتابع: نعم كثيرًا من الشعراء اكتفوا بالتواجد من خلال مواقع التواصل والتي أظهرت لنا شعراء نجوم برزوا من خلال المقاطع القصيرة لكن الأمسيات الشعرية تحتاج للقصائد ذات النفس الطويل.
واختتم: للأمانة أمسية عنيزة "سحابة عيد" من أجمل الأمسيات التي أقمتها من حيث التنظيم والحضور الغفير الذي أعادني لزمن الأمسيات الجميلة.
من جانبها قالت الشاعرة الملقبة "نسايم ليل": كانت الأمسية بعنيزة مميزة والتنظيم أكثر من رائع وكان الحضور فوق المأمول، وحقيقة تحسب لبلدية عنيزة هذه الريادة في تحريك الأدب بدعوة الشعر خاصة وأننا متوقفون منذ تقريبًا ٥ أعوام.
وزادت: كان هناك عدم تواصل مع الشاعرات فكانت الأمسيات محصورة على أسماء معينة لكن بلدية عنيزة كسرت هذا الحاجز وكانت مبادرتها جيدة، وهذه أول أمسية أحييها هذا العام.
