لم يثني العالمة والباحثة السعودية سامية عبدالرحيم ميمني إغراءات المال، والتهديدات من مواصلة أبحاثها واختراعاتها لجعل حياة البشر أسهل وآمن، رافعة شعار "فائدة اختراعي ستعم العالم كله وليس بلادي فقط" في وجه الإغراءات، إلا أنها لم تدرِ أن أيادي الغدر الآثمة ستمتد لتسلبها حياتها، كما امتدت على غيرها من النابغين العرب من قبل، بعد أن فشلت محاولاتهم في إثنائها عن قرارها بعدم بيع ابتكاراتها.
إنها "سامية" الخالدة في ذاكرة السعوديين إلى أن تقوم الساعة، أول جراحة سعودية تتخصص في مجال جراحة المخ والأعصاب، والحاصلة على العديد من براءات الاختراع في مجالات طبية عدة، والتي اغتالتها أيادي الشر في 20 أكتوبر عام 1997م.
اختارت "ميمني" دراسة طب وجراحة المخ والأعصاب بعد أن تعرض والدها لحادث مروع نتج عنه كسر في الجمجمة، ما أدى إلى وفاته، منذ ذلك الحين قررت ابنة السعودية أن تهب علمها للمحتاجين، وألا تخضع لإغراءات أهل الاحتكار ممن يبنون ثرواتهم على جماجم الآخرين.
لم يثني العالمة السعودية أي شيء عن تحقيق أحلامها وطموحاتها، فقد قررت دراسة تخصص جراحة المخ والأعصاب في الولايات المتحدة بعدما لم تجد التخصص متاحاً في البلدان العربية آنذاك.. ومن هنا بدأت رحلة تفوقها وابتكاراتها بالتوازي مع رحلة المصاعب والإغراءات والتي انتهت بقتلها!
فقد قدمت "ميمني" للبشرية العديد من الابتكارات النافعة، من بينها: جهاز الاسترخاء العصبي، وهو عبارة عن وحدات من أجهزة الكمبيوتر المحاكي، الذي من خلاله تستطيع التحكم في الأعصاب، خاصة الأعصاب الدماغية المصابة بشلل؛ إذ يستطيع الجهاز تحريكها، ومن ثم معالجتها، وكذلك جهاز "الجونج" الذي يقوم بالتحكم بالخلايا العصبية في وقت فتحها وإغلاقها، كما حصلت على براءة اختراع لجهاز "Mars"، الذي يقوم بالاكتشاف المبكر للسرطان، وجميع اختراعاتها حصلت على براءة الاختراع من المجلس الطبي الأمريكي.
كيف اغتيلت؟ ومَنْ اغتالها؟
لا تزال فاجعة وفاة الطبيبة التي كانت تبلغ من العمر نحو 42 عامًا فقط آنذاك تشكِّل لغزًا عصي الحل إلى وقتنا هذا بعد مرور ما يقرب من 24 عامًا على الفاجعة؛ فقد وُجدت الفقيدة متوفاة وآثار وعلامات الخنق على رقبتها داخل ثلاجة معطلة في منطقة بالم بيتش بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
خرج تقرير الشرطة الرسمي النهائي يفيد بأن العالمة الشابة قُتلت خنقًا بغرض السرقة؛ إذ اختفت محتويات الشقة من أثاث، وأجهزة كهربائية، إضافة إلى مصوغاتها الذهبية وأموالها، فضلاً عن أبحاثها وبراءات اختراعها. واتهمت الشرطة حارس العقار بارتكاب الجريمة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد، وهو ما ينفيه القاتل المزعوم حتى وقتنا هذا؛ ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول القضية.
وللقضية أبعاد أخرى، ترويها صديقة للباحثة الشابة؛ إذ تقول إنها التقت الفقيدة قبل وفتها بنحو 7 أشهر، وأخبرتها حينذاك بأن الجنسية الأمريكية و5 ملايين دولار عُرضت عليها مقابل أبحاثها، ولكنها رفضت الإغراءات، رافعة شعار "فائدة اختراعي ستعم العالم كله، وليس بلادي فقط". ثم انقطع أثرها من الدنيا بعدها في ظروف غامضة! وأُغلقت القضية!