ينتج المزارعون في منطقة جازان "6422000" كيلو جرام سنوياً من السمسم (الجلجلان) أحد المحاصيل الزيتية، التي تشتهر بزراعتها المنطقة، وبلغ عدد الحيازات الزراعية للسمسم 6422 هكتاراً.
وتتم زراعة نبات السمسم عن طريق توزيع البذور عن طريق المحراث بطريقة تقليدية بما لا يؤثر في نموها إلى اكتمال موسمها، حيث يصل طول نبات السمسم متراً تقريباً، وهي نباتات ذات أوراق خضراء أرجوانية بيضاوية الشكل يحمل كل غصن من أغصانه النبات زهرة ذات لون وردي مبيض جرسية الشكل وثمره يتوزع على غصن الشجرة على شكل كبسولات ممتلئة ببذور السمسم الصغيرة ذات اللون الأخضر التي تتحول تدريجياً إلى اللون البني أو الأبيض وقت الحصاد، بعد اكتمال نموه من فترة 90 إلى 120 يوماً، وذلك بعد اصفرار السيقان والأوراق السفلية وتساقط الزهور ويتم حصاده وتسطيره لمدة 3 أيام حتى يجف وبعدها يتم تجميعه على شكل هرمي أو ما يسمى المزوام والانتظار لمدة 20 يوماً.
تأتي مرحلة التصفية التي تعد من أصعب المراحل حيث يتم التأكد من أن السمسم تم جفافه بشكل جيد لتبدأ عملية النفل من بعد صلاة الظهر ليستفاد من أشعة الشمس ويتم نفل الحزم والضرب لكل حزمة بالعصيان أو باليد وبعدها تتم تنقيته من الأوراق وبعض العيدان وفي المرحلة الأخيرة تتم تعبئته في أكياس وإغلاقها بإحكام من أجل بيعها في الأسواق المحلية بمنطقة جازان، حيث تبلغ قيمة الكيس الواحد الذي يزن 50 كيلو جراماً من 400 ريال إلى 600 ريال.
ويتم استخراج زيت السمسم بعصر بذور السمسم عبر مصانع تقليدية أثبتت نجاعتها لمئات السنين، حيث تعصر بذور السمسم في معصرة تصنع من سيقان الأشجار المعمرة ذات الحجم الكبير على شكل إناء مخروطي مجوف من الداخل يعرف لدى أصحاب المعاصر باسم "العود" نسبة لعيدان الأشجار.
وبعد وضع بذور السمسم في المعصرة تضاف كميات مناسبة من الماء إلى البذور وتحرك البذور داخل المعصرة بوساطة "القطب" وسط المعصرة بحركة دائرية عن طريق جمل يواصل العمل لساعات طويلة في اليوم في حركة دائرة دائبة وهو مغمض العينين حتى لا يُصاب بالدوار.
وتستغرق العملية الواحدة لعصر السمسم أكثر من "4" ساعات ليحصل بعدها صاحب المعصرة على زيت السمسم "السليط " ليكون جاهزاً للبيع من المشترين بأسعار تتفاوت حسب أسعار بذور السمسم وتوافرها بالأسواق، حيث يراوح سعر اللتر بين "20 و30" ريالاً.
وتدل الأبحاث على أن زيت السمسم يحوي نسبة عالية من الأحماض التي تعد مادة أساسية يحتاج إليها الجسم لتشييد وبناء الأغشية الخارجية للخلايا وتشييد الشحيمات الفسفورية التي تعد بمكانة عمود فقري في أغشية الخلايا وأغذية النخاعين في الأعصاب والعصبونات.
وعرف أهالي منطقة جازان منذ سنوات قديمة فوائد بذور السمسم، إذ يعد النوع المائل إلى السواد الأفضل بينها واستخدموه لعلاج الكبد والكلى وللدوخة أو الدوار وإدرار حليب الأم المرضع وعلاج عديد من الأمراض الجلدية والإمساك وعلاج العتمة أو عدم الوضوح في الرؤية وتحسن الاستماع وإعطاء اللون الرمادي للشعر الحديث الطلوع، خاصة عند المواليد وعلاج الشعر الذي يفقد بعد الأمراض والتهاب الجلد والجروح وتقرحات الجلد.
ويستخدم الأهالي زيت السمسم في الطبخ في عديد من الأكلات ومنها السمك، إذ يحرصون على استخدمه لإضافته نكهة مميزة لطعم السمك المقلي بزيت السمسم، ويضاف السليط للحلبة والزبادي وأنواع عدة من الإيدامات والسلطات لفائدته الغذائية فيضيف إليها مذاقاً رائعاً.
