الأمن والأمان مصدر الطمأنينة وعدم الخوف.. وضمن المفهوم الشامل للأمن فإنه لا يقتصر على اطمئنان الإنسان على نفسه وماله فقط؛ فهناك الأمن الفكري، والأمن الاجتماعي، والأمن الاقتصادي.
وقد امتنَّ الله على أصحاب الحجر بالأمن فقال:
{وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ} ﴿82﴾ (سورة الحجر)
والأمن الفكري في هذه العصور يعد هاجسًا أمنيًّا لكل مجتمع؛ فهو الأمن الذي يحمي عقول المجتمعات، ويحفظها من الوقوع في الفوضى.
والأمن على العقول لا يقل أهمية عن أمن الأرواح والأموال؛ فالأمن الفكري هو الركيزة الأساسية للمحافظة على الأمن القومي بشكل عام؛ وبالتالي حماية المجتمع من الانحراف والضلال والضعف والاختلال.. وهذا لا يعني غلق نوافذ العالم من حولنا، بل على العكس؛ استقبال حضارة العالم بما يناسب مجتمعنا العربي والإسلامي.
وللمملكة دور فاعل في تحقيق الأمن الفكري في المجتمع السعودي على مختلف الأصعدة. وتبرز أهمية هذا الدور في تناول العوامل الموضوعية ومنابعها الثقافية والفكرية التي تهدد الأمن الفكري، والتعامل معها على أسس علمية.
وقد قامت بمعالجة الانحراف الفكري من خلال استخدام الأساليب الحديثة المبنية على دراسات وأبحاث علمية، هي (وقاية) و(تأهيل) و(رعاية).
ويأتي ذلك تضامنًا مع المؤسسات الحكومية والأهلية والإعلامية في ظل رؤية تهدف إلى تشجيع المشاريع التنموية التي تهدف إلى رفع قيمة أفراد المجتمع، وتحسين أوضاعهم المادية والمعنوية.