سعوديات يغيّرن وجه الطب بتجارب عالمية.. "أم المبتعثين" تحكي أفراحها وأتراحها

فيما كشفت "المزيني" من صالون المملكة بـ"أبو ظبي للكتاب" رحلتها مع "نقص المناعة"
سعوديات يغيّرن وجه الطب بتجارب عالمية.. "أم المبتعثين" تحكي أفراحها وأتراحها

كشفت متخصصة التشريح الدكتورة سمر السقاف، بعضاً من تجربتها الحياتية والعملية؛ مؤكدة فخرها بالتخرج في جامعة الملك عبدالعزيز، والملك سعود، وجامعات بالمملكة؛ حيث قالت: "أنا خبرة جامعات سعودية، ولم ابتعث للخارج؛ ولكني لُقبت بـ"أم المبتعثين"؛ نظراً لعملي في الملحقية الثقافية بأمريكا، وحصلت على العديد من المناصب؛ منها: رئاسة قسم التشريح، ووكيلة كلية الطب، وعميدة الجامعة، حتى منصب مديرة قسم البرامج الطبية بالملحقية الثقافية بأمريكا، كذلك المتحدث الرسمي باسم جامعة الأميرة نورة، والآن رجعت إلى جامعتي "جامعة الملك عبدالعزيز بجدة" وإلى تخصصي "التشريح".

وأضافت: "اعتبر أول امرأة سعودية في المملكة تتخصص في "التشريح"؛ مشيرة إلى أن لها مقولة مشهورة للطلاب حتى جعلتهم يتحمسون، بعد أن كان الكثير يرفض قسم التشريح بسبب الخوف؛ فكانت تقول لهم: "إذا أردت أن تدخل التاريخ فتخصص في التشريح"؛ وذلك لأنها دخلت التاريخ من أوسع أبوابه على حد قولها؛ كأول سعودية في تخصص التشريح، وأول مديرة قسم برامج طبية وأستاذة في مجلس كلية الطب.

جاء ذلك، إبان إقامة الصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وبحضور الملحق الثقافي المكلف سلطان العتيبي، وعدد من المثقفين والأدباء والزوار، محاضرةً للدكتورة سمر السقاف، والدكتورة مها المزيني، والتي كانت بعنوان "سعوديات يغيّرن وجه مهنة الطب.. سيرة وتكريم"؛ حيث أدار المحاضرة مدير الشؤون الثقافية، والمشرف على أنشطة الجناح السعودي الدكتور محمد المسعودي.

وتضيف "السقاف" من خلال حديثها: "من الطبيعي أن يتعرض الإنسان لأحداث فرح وحزن، وبالنسبة للفرح فأنا -ولله الحمد- لي خمسة أطفال، والفرح الأكبر لي هو حصول ابني على شهادة طبية وكبيرة ولله الحمد.. ومن الأحداث الحزينة رحيلُ زوجي منذ أربعة عشرة سنة، وتركه لي خمسة أطفال، وكان لا بد أن أكون لهم الأب والأم وأكمل المسيرة، ولله الحمد كلهم متفقون ومتميزون في حياتهم العملية.

وعن تجربتها مع الابتعاث، قالت "السقاف": "أتذكر عندما طلبني الملحق الثقافي في أمريكا محمد العيسى؛ كنت في الحرم المكي؛ حيث يخبرني بقوله: "إننا بحاجة إليك في أمريكا بخصوص برنامج الأطباء، ولدينا مشكلة في القبول"، وجاء القرار بعد الاستشارة أن أذهب إلى أمريكا، والمشكلة كانت بالفعل بتاريخ المملكة العربية السعودية؛ حيث كان قبول الأطباء تقريباً صفراً إلى واحد كل سنة بقبول الزمالة الأمريكية (تدريب)، وكان الطلاب يذهبون إلى كندا ويتركون أمريكا، وجلست ما يقارب شهرين أبحث عن المشكلة والحل؛ فالطلاب ممتازون، يتخرجون ويقبلون في كندا وفي كل مكان؛ ولكن أمريكا لا؛ حيث اتضح أن المشكلة هي اختبار الزمالة والمهارات والمقابلة الشخصية للقبول".

وقالت: "قمنا ببحث كبير في جميع ولايات أمريكا وبعد فترة وجيزة من الوقت أصبحنا خلال خمس سنوات في المرتبة الخامسة في تدريب الأطباء بأمريكا؛ لدرجة أننا في السنة الثانية لم نكن موجودين في التقارير الأمريكية، وكنا في الدرجة التاسعة، وجاء رئيس المؤسسة لقبول الأطباء الأجانب يتساءل عن السر في هذا التطور والقفزة النوعية للطلاب والمتدربين من الأطباء السعوديين؛ مؤكدةً أن من المميزات التي جعلتنا ننجح؛ أننا كنا نهتم بكل الأمور وخاصةً الأمور الصغيرة مثل كتابة الإيميل وإرساله للمؤسسات المختصة بالتدريب، والآن أنا فخورة بأن البرامج في أمريكا تقبل 70% من الأطباء".

من جانبها قالت الدكتورة مها المزيني: "تخصصي أمراض معدية، كانت البداية من جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، وأكملت الدكتوراه بالأحياء الدقيقة، ودرست في جامعة لندن، بعدها حصلت على مِنحة من نفس الجامعة حتى أكمل دراستي العليا بنفس المجال، وكان في نفس الجامعة متخصصون بشكل كبير في مبنى 13؛ حيث 400 عالم وعالمة يدرسون علم الفيروسات وكيفية مواجهة فيروس نقص المناعة، وطريقة الانتقال إلى التكاثر بالخلايا إلى طريقة العلاج".

وواصلت: "كنت أعرف أن منطقتنا ليس بها أبحاث في هذا المجال؛ حينها كنت أتساءل: كيف نواكب العصر الجديد؟ ماذا عن المضادات التي تنزل؟ هل هي تناسبنا؟ أم كيف نعرف نوعية الفيروس الذي هو في البلد؟ ولكن بنزولي إلى البلد استطعت أن أقنع المسؤولين وفتحنا أبحاثاً متخصصة بدراسة الأمراض المعدية بعد زراعة الأعضاء، وأطلق عليها "أبحاث العوز المناعي"، والآن سجلنا براءة اختراع؛ حيث كانوا في الخليج يرسلون عينات إلى الخارج لعمل تحليل معين؛ ولماذا نرسل إلى الخارج، الآن لدينا كل الإمكانيات كي نعمل في الوطن ونستفيد، وقد ساعدنا المرض بشكل كبير".

وأضافت الدكتورة "المزيني": موضوع نقص المناعة عالمياً؛ وخاصةً قارة إفريقيا التي كانت مصدر فيروس نقص المناعة.. إن نسبها تنزل بشكل كبير بسبب وجود برامج توعية، والفحص المبكر، وغيره من البرامج؛ في حين أن مشكلتنا في الدول العربية أن النسب تزداد فيها انتشار هذا الفيروس؛ وذلك بسبب عدم وجود برامج التوعية وثقافة الفحص والانتباه للنفس.

وعن تعليق صورتها في دبي بمناسبة يوم المرأة تقول "المزيني": "كنت أول مؤسسة لبرنامج مكافحة فيروس نقص المناعة في المنطقة، وأنجزنا بعض الأبحاث التي تفيد المرضى؛ فهناك تحليلات معينة نرسلها إلى الخارج وترجع لنا بعض النتائج غير سليمة؛ لأن لدينا التركيبة الجينية مختلفة والفيروس مختلف، وهو لا يعني أن نرسل العينات للخارج، وكانت هناك أبحاث تفيد الإنسانية والمجتمعات؛ ولهذا تم اختياري من مؤسسات طبية عالمية للتكريم؛ ولهذا تم تعليق صوري في الإمارات؛ حيث المؤسسة مقرها الرئيسي في الوطن العربي، في دولة الإمارات العربية المتحدة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org