قال الشاعر والناقد حسين فهد القحطاني إن هناك مؤسسات ووسائل إعلامية تفرد مساحات واسعة للرواية والقصة على حساب الشعر، مما أدى إلى سحب البساط من تحت أقدام الشعراء, حتى أن كثيراً من الناس بات يتساءل عن أسباب انحسار وتراجع الشعر في الفترة الأخيرة.
وأضاف القحطاني: في الحقيقة إن الجمهور الذواق ملّ, والجمهور الآخر وجد نافذة أخرى سواء تويتر أو فيسبوك أو سناب شات أو ما شابه ذلك, وبالنسبة للمواهب الحقيقية لا تخدمها هذه الضوضاء دون شك ولا تلك الظروف, الزعيق والضجيج, الشعراء الحقيقيون هم بحاجة إلى عزلة ومراجعة وبناء وشغل على الذات, الذي لديه موهبة حقيقية من الممكن أن يعود إلى نفسه، والجمهور لا يصنع الثقافة ولا يصنع الموهبة، الجمهور يتلقاها.
وأكد أن المبدع إذا سلم موهبته للجماهير ستدوسها مهما كانت تلك الموهبة, فطبيعة الجماهير تخطف الشيء بسرعة وترميه بسرعة.
وتحدث الشاعر القحطاني عن العصر الذهبي للشعر, منتصف القرن العشرين حتى نهايته, وقال: أعتقد أن تلك الحقبة مضت بإعلامها وشعرائها, وبدت حقبة جديدة من شعراء وإعلاميين, ولكن مع تراجع السوق الورقية وغياب المجلات وتلاشي سوق الفضائيات, ظهر إعلام السوشال ميديا وطغى على الكل, قلة البرامج الشعرية الهادفة وابتعاد الكثير من الشعراء المبدعين, كلها عوامل ساهمت في تغيير مسار الشعر بشكل لا يتوازى مع قيمته ومكانته.