رسائل مهمة عن "قضية التجنيد والتخابر من مواقع حساسة" .. قراءة وحقائق
تعيش المملكة العربية السعودية، حراكاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً غير مسبوق في عهدها الحديث، بالتزامن مع إعلان رؤية المملكة 2030، التي قررت أن تعيد صياغة الكثير من المفاهيم والعادات والأفكار التي ترسخت في المجتمع على مر العقود الماضية، إذ أكّدت تلك الرؤية حتمية التغيير لتطوير المجتمع السعودي وتحديثه، حتى يواكب المتغيرات التي يشهدها العالم من حوله، بما لا يتعارض مع المبادئ الإسلامية السمحة، والعادات الاجتماعية الأصيلة، التي تصون كرامة الأفراد رجالاً ونساءً.. من هنا، تستمد رؤية 2030 قوتها وصلابتها، في إحداث التغيير المطلوب وبالسرعة المطلوبة.
أدركت حكومة خادم الحرمين الشريفين، في وقتٍ مبكرٍ، أن شمولية الرؤية وقراراتها الشجاعة والمصيرية، قد لا تتماشى مع بعض العقول المتحجرة أو النمطية، الرافضة لأيّ تغيير جملةً وتفصيلاً، دون إبداء الأسباب، وتدرك أيضاً أن هذه التغييرات قد يستغلها أعداء المملكة للهجوم عليها تحت أيّ مبررات وذرائع عدة، ولأن هذا يتعارض مع المصالح العامة للدولة، شدّدت المملكة على أنها ستتعامل بكل حزم مع مَن سيقف ضدّ هذه المصالح التي ارتضاها الشعب لنفسه، أو مَن يتعارض معها، أو ما يستغلها لتنفيذ أجندة خارجية، كما أنها سترفض أيّ عمليات لاستغلال هذه التغييرات، لمحاولة النيل من الدولة وثوابتها ومعتقداتها.
حزم الدولة، كان حاضراً في إعلان الجهات المختصّة اليوم أنها "رصدت نشاطاً منسقاً لمجموعة من الأشخاص، قاموا من خلاله بعمل منظم للتجاوز على الثوابت الدينية والوطنية، والتواصل المشبوه مع جهات خارجية فيما يدعم أنشطتهم، وتجنيد أشخاص يعملون بمواقع حكومية حساسة وتقديم الدعم المالي للعناصر المعادية في الخارج بهدف النيل من أمن المملكة واستقرارها وسلمها الاجتماعي والمساس باللحمة الوطنية" بحسب نص المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة.
وتشير سطور هذا النص إلى حقائق مهمة، أبرزها أن المملكة بحكم ثقلها السياسي والاجتماعي والديني في المنطقة، وبحكم قيادتها العالم العربي والإسلامي، فإن لها أعداءً كثراً في المنطقة والعالم، وهؤلاء الأعداء يهمهم استغلال أيّ حراك يحدث داخل المجتمع السعودي، وإظهاره على أنه بعيدٌ كل البُعد عن الإسلام أو عن الثوابت التي قامت عليها، ويستخدم الأعداء لتأكيد ذلك، وسائل الإعلام المختلفة وبعض الأعوان في الداخل، لترويج أفكارهم وشائعاتهم على المملكة وقادتها؛ الأمر الذي يستلزم من المملكة، اتباع أقصى درجات اليقظة والحزم، مع مَن تسوّل له نفسه الاصطياد في الماء العكر.
هذا الحزم ليس موجهاً إلى فئة أو فصيل أو جهة بعينها، وإنما موجهٌ إلى كل مَن يتخندق مع أعداء الوطن، سواءً كان سعودياً أو أجنبياً، فرداً أو جماعة، يمد للأعداء يد المساعدة والعون بطريق مباشر أو غير مباشر، سواء كان يدري أو لا يدري، على اعتبار أن هذه المرحلة من أهم المراحل الحساسة في تاريخ المملكة، ولابد للجميع أن يكونوا يداً واحدة في تنفيذ عمليات التغيير، طالما أنها لا تتعارض مع الثوابت والقيم الإسلامية التي أُسِّست عليها المملكة العربية منذ عهد المؤسِّس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيّب الله ثراه.
وتشدّد المملكة في أكثر من مناسبة، على لسان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ أن المملكة دولة تنبذ الإرهاب وترفض التطرف، في إشارة جلية إلى أن المملكة تغلب الاعتدال والوسطية في كل أمورها، وهو ما يغضب أعداء البلاد، الذين سعوا في فترة سابقة، لتسويق شائعات بأن المملكة دولة متشدّدة.
وتبعث يقظة جهات الدولة، حالة من الاطمئنان لدى الجميع، بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين، حريصة كل الحرص على إجراء عمليات التغيير المستهدفة في أبلغ صورها، لما فيه مصلحة البلاد والعباد، وحريصة أكثر على حماية المملكة من أعدائها أو مَن يتعاونون معها، سواء في الداخل أو الخارج.