حذَّر عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، من التشكيك في مرجعيتنا السياسية والعلمية، مشددًا على أن "لزوم الجماعة من أوجب الواجبات، وخصوصًا في زمن الفتن".
وشدَّد على أنه: "لا بد أن نضع أيدينا في أيدي ولاة أمورنا، وأيدي علمائنا، ولا نسمح أبدًا بأن نستقدم مفتيًا من خارج الحدود، ولا نسمح للأعداء بأن يقلبوا لنا الحقائق".
جاء ذلك في توجيهه الجميع، خاصة الشباب، بأن يكونوا صفًّا ويدًا واحدة مع ولاة أمورهم في السراء والضراء ضمن برنامجه الأسبوعي "استديو الجمعة" على إذاعة نداء الإسلام.
وقال: "نحن نؤمن بطاعة ولاة أمورنا، ونؤمن بمرجعيتنا العلمية، التي هي سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ولا يجوز لنا أبدًا أن نشكك في مرجعيتنا السياسية، ولا مرجعيتنا العلمية".
وأضاف فضيلته: "الناس إذا اجتمعوا أصبحوا قوة في وجوه أعدائهم، ولزموا الجماعة، وضعفوا إذا تفرقوا شيعًا، وأصبح كل واحد منهم يذم الآخر!".
وأكد المطلق: نحن لا نحيد قيد أنملة عن جماعة المسلمين، ونتعبد الله بذلك، ونعلم أن فيه حفظ كياننا، وبقاء عزنا".
وأردف: "نقول لأبنائنا: الزموا جماعة المسلمين لأنها من أهم قواعد العقيدة الإسلامية. وما دخل الفشل في الأمة إلا بسبب التفرق والاختلاف".
مذكرًا في هذا الصدد بما أنعم الله به على السعودية من اجتماع الكلمة والصف بجهود المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله - رحمهم الله - بعد أن كانت غارقة في شتات وفُرقة واقتتال.. داعيًا لعدم ضياع مكتسبات الوحدة الوطنية.
وفي شأن قضية القدس والمسجد الأقصى دعا الشيخ المطلق إلى أن نصف خلف قيادتنا في التعاطي والتعامل مع هذه القضية.
مبرزًا مكانة المسجد الأقصى، ومؤكدًا أنه من حق المسلمين، وهم أولى به. وقال: "يجب أن نكون نحن المسلمين مع ولاة أمرنا الذين يدرسون مثل هذه الأمور، ويضعون لها مستشارين، ويفكرون فيها، وفي الكلام فيها".
وحذر المطلق من الكتابة والقول بدون علم أو تخصص أو معرفة في الشأن العام، أو فيما يشغل الناس كما يحدث الآن في مواقع التواصل الاجتماعي!
وقال: أشاهد بعض الناس في تويتر يتحدث وكأنه المفتي الأكبر، والعالِم الذي لا يشق له غبار. مضيفًا: تجده في السياسة كأنه يرى أنه وزير الخارجية الأول، وفي الاقتصاد يرى نفسه الخبير الاقتصادي رقم واحد! وكأنه خبير في جميع التخصصات، وهو تقريبًا في كثير منها قد يكون من أجهل الناس؛ والسبب في ذلك أنه لم يفكر في قوله تعالى: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وقوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ. إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.