أعلنت وزارة الدفاع السعودية إعدام ثلاثة من جنودها بسبب خيانة الأمانة العظمى، والتعاون مع العدو ضد مصالح الأمن القومي والوطني، ونحن في حالة حرب حقيقية.
نؤمن إيمانًا كاملاً بحمل جنودنا البواسل رسالة القَسَم مع الله، ثم مع ولاة أمرنا، ممثلة في كل وزارات الدولة، وما يتضمنه ذلك القَسَم من أمانة يحملها في عنقه.
خيانة الأمانة من هؤلاء الثلاثة هي دخيلة على مجتمعنا الواعي، ودخيلة، وفردية أيضًا على جنودنا البواسل الشرفاء، ولكننا لسنا ملائكة، والخطأ يأتي فيردع، وتبقى الأمانة هاجس كل جندي. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}. هذا النهي القرآني يبيّن لنا خطورة خيانة الرب والرسول وأولي الأمر، رغم علمهم بتلك الخيانة. قال تعالى: {وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
من صفات المؤمنين حفظ الأمانة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}. هؤلاء الخونة الثلاثة أخذوا جزاءهم في الدنيا، ولهم عند الله عقاب شديد؛ فهم لا أيمان لهم ولا ذمة، نقضوا العهد، وبدا غدرهم، ونالوا جزاءهم. قال عليه الصلاة والسلام: "لا إيمان لمن لا أمانة له".
الأمانة هي الخوف من أن تضبط متلبسًا بالخيانة، كما قال برناردشو.
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: "من ضيّع الأمانة، ورضي بالخيانة، فقد تبرأ من الديانة".
الخيانة هي خيانة الضمير، وعندما لا تجعلنا أفعالنا خونة تجعلنا متخاذلين، كما قال شكسبير. فمهما حاول البعض أن يجادل في هذا الموضوع فليس لهم حق في ذلك؛ لأن الخائنين قد خانوا أنفسهم قبل غيرهم، وارتكبوا الإثم في أنفسهم. ومثل هؤلاء لا يحبهم الله؛ قال تعالى: {وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}.