قال الباحث الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ، ملهم بن محمد هندي إن منتصف شهر ذي القعدة يشهد خسوفًا للقمر كاملاً، عندما تكون الأرض والشمس والقمر على خطٍ مستقيم ومستوى واحد، فيدخل القمر خلف ظل الأرض مما يسبب إظلامًا على قرص القمر (البدر)، وسيكون هذا الخسوف - بمشيئة الله - أطول خسوف قمري كلي في القرن الحالي، حيث يختفي القمر خلف ظل الأرض لمدة 103 دقائق يتحول خلالها لقمر دامٍ محمر اللون.
وأكد "هندي" لـ "سبق" أن مراحل الخسوف تبدأ مساء يوم الجمعة الموافق 14 ذي القعدة منذ الساعة 9:24 مساءً، ويبدأ بخسوف جزئي حتى يكتمل دخول قرص القمر خلف ظل الأرض الساعة 10:30 ليلاً، ويستمر لمدة 103 دقائق قبل أن يظهر نور القمر عند الساعة 12:13 بعد منتصف الليل، ويخرج القمر تمامًا من منطقة الظل الساعة 1:19 بتوقيت مكة المكرمة.
وأوضح أنه بسبب مرور القمر بمركز ظل الأرض فإنه يستغرق وقتًا أطول حتى يخرج من خلفه، وهذا ما جعل خسوف ذي القعدة الأطول خلال القرن الحالي بمدة 103 دقائق كاملة يكون فيها القمر خلف ظل الأرض.
وأشار إلى أن الخسوف سيكون مشاهدًا من المملكة وجميع الوطن العربي وآسيا وأوروبا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، ويمكن رؤيته بالعين المجردة بلا أي مخاطر صحية على العين كون ضياء القمر لا يسبب أضرارًا لها.
وذكر الفلكي "هندي" أن القمر يُسمى في الخسوف الكلي بـ "القمر الدامي" بسبب تحوله للون الأحمر القاني نتيجة انعكاس الضوء من الغلاف الجوي للأرض، وكلما كان الاحمرار زاهيًا دل على صفاء الغلاف الجوي، وكلما كان قاتمًا دل على تلوثه بالغبار أو آثار البراكين ونحوها.
وبيّن أنه يصادف القمر الدامي بلونه الأحمر مقترن ويجاور مع جرم آخر أحمر اللون وهو كوكب المريخ حيث سيكون في وضع التقابل مع الأرض أي أن الأرض تقع يومها بين الشمس والمريخ، حيث يكون في أقرب مسافة له من الأرض.
وأضاف أن القمر المخسوف وكوكب المريخ سيظهرانِ متجاورين في صفحة السماء يفصل بينهما 5 درجات تقريبًا طيلة ليل الجمعة، وبسبب قرب موقع الأرض في أبعد نقطة عن الشمس في مدارها وموقع المريخ في أقرب مسافة له عن الشمس في مداره فسيكون هذا التقابل أقرب تقارب بين الأرض و المريخ منذ 15 عامًا، حيث سيبدو المريخ ألمع بعشرين ضعفًا عن المعتاد وأكبر حجمًا بأربعة أضعاف، وهذا ما يلاحظه متأمل السماء خلال هذه الليالي حتى نهاية العام.
وختم الفلكي "هندي" تصريحه بأنه سيتبع خسوف القمر كسوف جزئي للشمس نهاية شهر ذي القعدة غير مشاهد من المملكة والوطن العربي، فقط يُرى من القطب الشمالي والمناطق المحيطة به، مستذكرًا أنه قد حصل أيضًا كسوف جزئي أيضًا نهاية شوال الماضي وكان غير مُشاهد في المملكة أيضًا.