شنّ الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان؛ أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء والمشرف العام على شبكة وقنوات رسالة الإسلام، هجوماً حاداً، على بعض مشاهد أحد المسلسلات التي تُعرض حالياً، لكن دون أن يسميه صراحة.
في التفاصيل، قال في برنامج "يستفتونك" على قناة "الرسالة"، أمس الثلاثاء، ضمن ردّه على خطورة مَن يشاهد مقاطع يُستهزأ فيها بالدين ويضحك على ذلك "من الخطورة الكبيرة ما يحصل في بيوت كثير من المسلمين من مشاهدة المسلسلات التي تطعن في دين الله وتروِّج للإلحاد والكفر، وتشيع الفاحشة بين المؤمنين".
وتساءل الفوزان: كيف ترضون يا أحبتي بمشاهدة الحرام الذي يكرهه الله ويأباه ويمقت أهله ومَن يرضى به؟! لا يجوز هذا، ولنتق الله - عزّ وجل -، ولا نتخذ آيات الله هزواً، نستهزئ بآيات الله، وبأحكام الله، وشرائع الله، لكي نضحك الناس!!
وأضاف الفوزان: نعوذ بالله من هذه الحال، هذا لا يجوز، ولا يجوز أيضاً أن نشاهد المشاهد المحرّمة، فإن بُلي بها في مكان عام أو أرسلت إليه وهو لا يدري، فيجب عليه أن ينكرها قلبه، وأن يحزن لهذا، ويقول: يا ربي إنا نبرأ إليك مما يفعل هؤلاء، اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا!
وحذّر: أما أن تضحك وتبحث عنها وأنت فرح ومسرور، فأنت - والعياذ بالله - شريكٌ في الإثم لقوله تعالى "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا".
وأردف الفوزان: والله، إننا نخشى العقوبة العامة التي تطولنا جميعاً بسبب السكوت عن هذه المنكرات.. الأمر خطير وبشع!
وتابع: يدعون والعياذ بالله إلى الزنا وزنى المحارم وخيانة الجار والزنى بامرأته، والنبي ﷺ يقول: "لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر عليه من أن يزني بحليلة جاره"، وهذا من عظم حق الجار!
وزاد: هؤلاء يأتون بها بطريقة مضحكة، وأنه شيء عادي وطبيعي لأجل توطين الفاحشة في بلاد المسلمين؛ يقومون بحركات وكلمات وأعمال غرامية وعلاقات جنسية خارج نطاق الزواج أحياناً في الشارع أمام الناس ونحن نتفرج كالبلهاء! متسائلاً: أليس هذا من أكبر الكبائر ومن الموبقات؟
وأضاف: ثم يمر علينا ونقول مجرد شيء عادي، مجرد تمثيل، تمثيل يُراد به توطين الفاحشة وتهوينها في أعيننا، وإشعار الناس؛ خاصة الجهلة والبسطاء ومَن تتحكم فيهم الشهوات وتغلب على دينهم وعقولهم، أن هذا شيء طبيعي ومقبول ولماذا نستنكره؟
ومضى الفوزان؛ منتقداً ومحذّراً - في إشارة لأحد مشاهد مسلسل "العاصوف" دون أن يسميه صراحة: "وصل الحال، كما قيل لي، شيء طبيعي أن تحمل من الزنا وتلد ويوضع الطفل اللقيط عند المسجد، شيء طبيعي لماذا تستنكرون؟! الأمر يسير والمجتمعات كلها يحصل فيها مثل هذا!
وأردف: نعوذ بالله، يعني دعوة إلى الفاحشة علانية مثل الشمس ألا يخافون الله؟ والمشكلة يقوم بها أناس مسلمون وأحياناً بعضهم من أبناء هذه البلاد وفِي قنوات أيضاً عربية وسعودية بعضها - مع الأسف الشديد - محسوبة على السعودية، وإن لم تكن بجهة رسمية".
واستدرك: لكن السكوت عنها والله إننا نخشى من عواقبه.. والله إننا نخشى من عقوبة الله "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" والله يغار ولا أحد أغير من الله! ونحن الآن نسوّق للفاحشة ونسعى لترويجها وإشاعتها بين المؤمنين، وكأنه شيء عادي، واذا أنكر عليهم، قالوا: أنتم متزمتون متشدّدون متطرفون تصادرون الرأي الآخر!
وتساءل: أيُّ رأي آخر الذي يحارب دين الله ويعارض شرع الله ويطعن في قواطع الملة وثوابت الدين! وتريد من الناس أن يسكتوا فإن أنكروا قلتم أنتم والله متزمتون متشدّدون.
واختتم بالدعاء "اللهم إننا براء مما يفعلون فلا تؤاخذنا بفعلهم يا حي يا قيوم".