آخر القول.. لا تكن "ألتافيستا"!

آخر القول.. لا تكن "ألتافيستا"!

كثيرًا ما شُغِفت بقراءة السير والتجارب، ليتسنى لي التعلم من أصحابها، فالتاريخ أيًّا كان يكرر نفسه، وحين طالعتُ مسيرة محركات البحث، وجدتُ أن كلمة "قوقل- Google" دخلت قاموس أكسفورد عام 2006، يا له من شرف عظيم؛ لكن الشرف الأكبر حتمًا هو دخول الكلمة في القاموس اليومي للبشرية.. من الصعب أن يمر يوم على أي مستخدم للإنترنت دون أن "يقوقل" باحثًا عن شيء ما، وهنا يلوح سؤال آخر: هل كان قوقل هو الأول؟ هل ظهر هكذا فجأة عام 1998 ليبسط نفوذه الهائل؟

أجابني التاريخ بمحرك لا يذكره أغلبنا، هو محرك البحث الأشهر وقتذاك، ذو اسم موسيقى "ألتافيستا- AltaVista"، لقد سيطر تمامًا على سوق محركات البحث منذ انطلاقه عام 1995، وكان جمهور التقنية لا يستغني عن مميزاته المبهرة؛ خاصة قدرته على البحث بالنصوص الكاملة.

لماذا لم يستمر "ألتافيستا" وانهزم أمام غريمه المستجد في منافسة شرسة استمرت 15 عامًا حتى وضعت الحرب أوزارها بإغلاق الرائد عام 2013؟ الإجابة في كلمتين بسيطتين: التطوير والمواكبة.

بينما حاول "ألتفافيستا" إبرام الشراكات لإنقاذ وضعه؛ كان "قوقل" يدشن "جي ميل- Gmail" لعملائه، ببساطة كان الموقع الشاب سباقًا بخطوة دائمًا، وطالما تذكرتُ هذا المثال في ميدان العمل، حيث تتجدد أنواع التقنية كل يوم.. هذه المعركة نذير لكل العاملين في هذا العالم، إنه جامح السرعة بشكل لا نتصوره.

آخر القول:

ليس لنا خيار آخر في معترك الحياة، فقط خيارنا هو التطوير والمواكبة، قد لا تكون قوقل؛ لكن لا تكن ألتفافيستا الذي لم يبقَ منه إلا نطاقه القديم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org