أكّد مفتي عدن بجمهورية اليمن علي بارويس؛ أن الانقلاب الحوثي في اليمن، كما كان يحتاج إلى الدفاع العسكري، فإنه في الوقت نفسه يحتاج إلى الدفاع عن الإرث الفكري والثقافي العظيم لليمن، مشيراً إلى أن الشعب اليمني عانى من العصابة الحوثية الانقلابية معاناة شديدة على الأصعدة كافة؛ سواءً كانت اجتماعية أو اقتصادية أو دينية، وأن تسلطهم وبغيهم وعدوانهم طال الشعب اليمني بفئاته وأصنافه وطبقاته وهيئاته ومؤسساته كافة.
جاء ذلك، في تصريح خاص لـ"سبق"، عقب لقاء وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، في مكتبه بالوزارة، أمس، ضمن وفد علماء المكونات الدعوية والعلمية في اليمن.
ونوّه مفتي عدن ببرنامج التواصل مع علماء اليمن الذي تقوم عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة، مشيراً إلى أنه يعد برنامجاً رائداً يهدف إلى جمع جهود العلماء والدعاة ليقوموا بواجبهم في المحافظة على الهوية الفكرية والثقافية لليمن.
وأوضح، أن العدوان الحوثي طال أيضاً الدول المجاورة لليمن، وخاصةً المملكة العربية السعودية، مؤكداً أنهم بهذا العدوان يحرقون أنفسهم وسمعتهم ومكانتهم، وأنه لولا وجود الدعم الخارجي، وخصوصاً من إيران سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً، لانتهى أمرهم، مضيفاً أن هذا الدعم هو بقصد إيجاد البلبلة والفوضى والاضطراب في المنطقة، ولتكون ورقة ضاغطة على الدول في المفاوضات أو المساومات أو التنازلات.
وأكد مفتي عدن، أن المتغيرات التي حصلت من تغير في الهوية، وتجريف لها، وتغيير المناهج حتى فرض اللغة الفارسية، وغيرها من المتغيرات، التي تدعو إلى تضافر الجهود على الأصعدة كافة من الشعب اليمني، ومن التحالف لمساعدة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأشار "بارويس" إلى أن إعلان الولايات المتحدة الامريكية تصنيف الميليشيات الحوثية منظمة إرهابية جاء متأخراً جداً، لكنه -رغم تأخره- فإنه سيقطع دابر الفتنة في اليمن ويخفّف من معاناة اليمنيين، وهو سبب أيضاً في تحرير اليمن من قبضة هذه العصابة الانقلابية، وقطع التدخلات الخارجية المؤذية التي تريد الشر باليمن والمنطقة.
وقدّم مفتي عدن، في ختام تصريحه، شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، لما تقوم به من جهود عسكرية وإغاثية واجتماعية واقتصادية لليمن عموماً وللشعب خصوصاً، والدفاع والذود عنه، ورعاية مصالحه، كما قدّم الشكر والتقدير لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بمعالي الوزير، على رعايتها البرنامج، وتذليل الصعوبات كافة من أجل ذلك، والسعي في توحيد جهود العلماء والدعاة، واجتماعهم على كلمة سواء وعلى الميثاق الدعوي الذي رعته الوزارة، سائلاً الله تعالى، أن يكلل الجهود بعودة الحق إلى نصابه، ودحر العدوان، ووجود الاستقرار بالمنطقة.