في الوقت الذي لا تزال فيه أفاعي "الجرس" مسؤولة عن غالبية اللدغات المسجلة ضد البشر في الولايات المتحدة، والتي تصل إلى 8 آلاف لدغة كل عام، أصبح هناك أمل في أن يتحول السم القاتل إلى علاج يشفي من الجلطات المميتة.
ونجح مؤخراً باحثون من البرازيل وبلجيكا، في تطوير بروتين "الكولينين 1" الموجود في سم الأفعى الجرسية؛ مما يسمح باستخدامه في تصنيع دواء للجلطات التي تسبب السكتة الدماغية، إلى جانب علاج الجروح العصية على الالتئام.
ويقول العلماء في دراسة حديثة نُشرت في دورية " International Journal of Biological Macromolecules "، إنهم استخدموا تقنية تسمى PEGylation حتى يصبح بروتين "الكولينين 1" الموجود في سم الأفعى الجرسية أكثر استقراراً في جسم الكائن الحي، مما يمهد لدخوله في تصنيع الدواء الواعد.
وتعمل تقنية PEGylation على تقليل تفاعل البروتين المأخوذ من سم الأفعى الجرسية، مع جهاز المناعة، وبالتالي تمنع تثبيط فعالية عمله.
وحصل العلماء على "الكولينين 1" من سم نوع من الأفاعى الجرسية، تحمل الاسم العلمي "Crotalus durissus"، ويستطيع هذا الجزيء أن يلتهم بروتين الفيبرينوجين، الذي ينتجه الكبد، ويتسبب في تكوين جلطات الدم.
وبينما يعزز بروتين "الكولينين-1" النزيف لدى ضحية لدغة الثعبان، من المتوقع في الحالات العلاجية، أنّ يتم عزل البروتين وإعطاؤه بجرعات صغيرة، وهذا يمنع تكوين الجلطات التي تسبب السكتة الدماغية.
ويقول العلماء إن هناك مفارقة عند وضع البروتين مباشرة على الجروح؛ إذ يصبح له تأثير معاكس، مما يتسبب في تجلط الدم في الجرح الذي يلتئم ببطء شديد.
وتعتبر عملية الحصول على كمية وفيرة من البروتين مباشرة من الثعابين مجهود مضنٍ؛ حيث يتطلب الأمر وجود متخصصين مدربين لاستخراج السموم من هذا النوع من الثعابين، وقد وضع الباحثون آليات لهذه العملية في دراسة سابقة.