أعلنت مفوضية الحدود في السودان أن أديس أبابا تريد إجبار الخرطوم على قبول الوضع الراهن، متهمة إثيوبيا بعدم الالتزام باتفاقية 1972 الحدودية.
وأكد السودان أن أطماع إثيوبيا وصلت حد إقامة مشاريع البنى التحتية في الفشقة.
وقال رئيس مفوضية الحدود بالسودان: كان دائماً يقال لنا في كل جولة مفاوضات إن التعديات من عصابات متفلتة، وإن ادعاءات إثيوبيا بأنها لم تكن طرفاً في اتفاقية العام 1902 غير صحيحة ولدينا ما يثبت ذلك.
وأضاف: السودان التزم بسداد تكلفة وضع العلامات حال تعذر إثيوبيا، مشدداً على أن الحدود لم تكن يوماً محل نزاع.
على الجانب الآخر، قال السفير الإثيوبي في السودان إن اتفاقية العام 1902 تمت دون تفويض من إثيوبيا، وإن الرائد جوين الذي قام بترسيم الحدود عام 1902، قد تحامل على الجانب الإثيوبي.
واتهم سفير إثيوبيا الجيش السوداني بالاستيلاء على تسعة معسكرات إثيوبية منذ نوفمبر الماضي، مشددا على أن ما قام به الجيش السوداني سيؤدي إلى الإضرار بعلاقة البلدين.
وشدد على ضرورة أن تحل قضية الحدود بشكل ودي بصورة عاجلة.
وأكدت مصادر رسمية سودانية للعربية، اليوم الأربعاء، أن "التهديدات الإثيوبية لا تجدي نفعا"، موضحة أن الخرطوم ملتزمة بحل الخلاف عبر الحوار، مشددة على أن القوات العسكرية السودانية متواجدة في أراضٍ سودانية وفق القانون الدولي.
وأشارت إلى أن إثيوبيا تطمع في أراضينا وتريد فرض إرادتها. كما أكدت أن الجيش السوداني قادر على دحر أي محاولة لاختراق الحدود.
من جهته، أكد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك، أن قرار الخرطوم واضح تجاه مسألة حفظ السيادة وحل المشاكل بالحوار
وذكر أن القوات السودانية تتواجد في أراض سودانية ولا تنوي شن حروب.
وكانت إثيوبيا قد حذرت أمس من نفاد صبرها إزاء استمرار جارتها في الحشد العسكري في منطقة حدودية متنازع عليها رغم محاولات نزع فتيل التوترات عبر الطرق الدبلوماسية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي للصحافيين، خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا "يبدو أن الجانب السوداني يسبق ليشعل الموقف على الأرض". وأضاف "هل ستبدأ إثيوبيا حربا؟ حسنا، نحن نقول دعونا نعمل بالدبلوماسية". وتابع متسائلاً "إلى أي مدى ستواصل إثيوبيا حل المسألة باستخدام الدبلوماسية؟ كل شيء له حد".
وشدد وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح على أن بلاده لا تريد حربا مع إثيوبيا، لكن قواتها سترد على أي عدوان. وقال لرويترز "نخشى أن تكون هذه التصريحات تستبطن مواقف عدوانية على السودان. نطالب إثيوبيا بوقف الهجوم على الأراضي السودانية والمزارعين السودانيين".
يشار إلى أنه بسبب النزاع المستمر منذ عقود على منطقة "الفشقة"، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل، اندلعت اشتباكات بين قوات البلدين استمرت لأسابيع في أواخر العام الماضي.
وأعلن السودان أنه بسط سيطرته على كل الأراضي السودانية في المنطقة، فيما اتهمته إثيوبيا باستغلال انشغال قواتها في صراع تيغراي لاحتلال أراض إثيوبية ونهب ممتلكاتها.
إلى ذلك، تأتي تلك التوترات على الحدود في وقت تحاول فيه إثيوبيا والسودان ومصر حل خلاف ثلاثي حول سد النهضة الإثيوبي.