أكد رئيس تحرير صحيفة "الإندبندنت" (النسخة السعودية) عضوان الأحمري، أن تلفيق الأخبار الكاذبة وصناعة أخبار "الفيك نيوز" ليس سمة للإعلام العربي، كما يروّج له منذ الربيع العربي، مشيراً إلى تورط كثير من الصحف العالمية بمثل هذه الأخبار من "نيويورك تايمز" الأمريكية و"دير شبيجل" الألمانية ذات المصداقية العالية.
وقال "الأحمري" أثناء إحدى جلسات منتدى "مسك" للإعلام اليوم: ممارسة الكذب وتلفيق الأخبار عن الشخصيات العامة ليس وليد اللحظة، حيث كان في العام ٥٢٢ للميلاد قام شخص في الصين يدعى "رادا" بنشر شائعات عن الملك الجديد، وكانت النتيجة قتل المَلك، واستيلاء "رادا" على المُلك، كما كان هناك في العصر العباسي أكثر من ١٠٠ قاصٍ يروّجون القصص الكاذبة عن الشخصيات الاعتبارية، ويؤتى بهم ويُدفع لهم.
وأضاف: بعد الربيع العربي تم الترويج لاحتقار الصحافة العربية، ووصفها بأنها صحافة الحكام الطغاة، وأنهم ينشرون الأخبار الكاذبة ويلقفونها، وهذا التزوير ممنهج من قبل أحزاب قفزت للمشهد، وسرعان ما انكشفت هذه الأحزاب بعد أن نشرت وكذبت وشكّكت بالإعلام.
وأردف: بعد سقوط هذه الأحزاب تصدر للمشهد نخبة تقود الرأي العام، ولكنها نخبة "ارفع الشاشة" و"كود الخصم"، والنتيجة أنهم روجوا لأكاذيب.
وتابع بالقول: إن أحد أشهر محرري "نيويورك تايمز" جاك كيلي، والذي فاز بجوائز كان يكتب قصصاً كاذبة من وحي خياله، وروّج لأكاذيب عن جنود عائدين من أفغانستان، وكانت النتيجة أنه استقال في عام ٢٠٠٤م، كما كانت "رويترز" ضحية لخبر مزوّر عن سمو ولي العهد تورطت في نقله عن صفحة مزورة عن صحيفة "سبق"، وحذفت الخبر بعد ١٢ ساعة.
وقال "الأحمري": صحيفة "دير شبيجل" الألمانية والتي عُرِف عنها الحرص على المصداقية العالية، كتبت اعتذاراً في صفحتها الأولى بكتابة ١٤ تقريراً كاذباً من أصل ٦٠ كتبها محرر فائز بجوائز، كما أنه تم الضغط على "فيس بوك" في ٢٠١٥م والهجوم عليها من أجل إغلاق العديد من مواقع الصحف والأفراد التي تروج لأخبار كاذبة.
وقدّم "الأحمري" نصائح للقارئ لاكتشاف الخبر الكاذب والمزور؛ من أهمها: شكك في العنوان دائماً، افحص الرابط. تأكد أنه صحيح، وابحث في أكثر من موقع عن نفس الخبر، وانظر خلفية الخبر، والتي تكون عادة متشابهة؛ لتتأكد من المصداقية.