لماذا وضعت السعودية الشباب ضمن أجندة رئاستها قمة مجموعة العشرين؟

طرحت مشاكلهم من خلال إطارين
لماذا وضعت السعودية الشباب ضمن أجندة رئاستها قمة مجموعة العشرين؟

في إحصائية تسلط الضوء على حجم معاناة الشباب في العالم، بينت الأمم المتحدة خلال احتفالها باليوم العالمي للشباب في 12 أغسطس (آب) الماضي، أن نسبة الشباب غير المنخرطين في العمل أو التعليم أو التدريب ظلت مرتفعة على مدى السنوات الـ 15 الماضية، وبلغت 30 في المئة بين الشابات و13 في المئة بين الشباب في كل أنحاء العالم، وأفادت بأن التأثير الاقتصادي لجائحة فيروس كورونا فاقم من صعوبة سوق العمل أمام الشباب، في ضوء ما أعلنته منظمة العمل الدولية حول فقدان 5.4 في المئة من ساعات العمل العالمية في الربع الأول من عام 2020 مقارنة بالربع الأخير من عام 2019، وهو ما يعادل 155 مليون وظيفة بدوام كامل.

ولفتت الأمم المتحدة انتباه الدول إلى أنه يتعين إتاحة 600 مليون وظيفة على مدى السنوات الـ15 المقبلة لتلبية احتياجات عمالة الشباب، ويتسع نطاق المعاناة وحجمها بالنسبة لشريحة الشباب، إذا علم أن الأمم المتحدة تُعرّف الشباب على أنهم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، وأنه إذا جرى رفع المستوى العمري لشريحة الشباب إلى عمر 35 سنة، فسيتضاعف عدد الشباب في العالم عن العدد، الذي أعلنته الأمم المتحدة وهو 1.2 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، يمثلون 16 في المائة من سكان العالم، ما يشير إلى أن مشكلة الشباب أكبر من التقديرات المعلنة، وذلك يفسر سبب اهتمام السعودية بالشباب خلال رئاستها لقمة العشرين 2020.

وتجسد اهتمام المملكة بمشاكل الشباب في العالم، من خلال بحث قضاياهم ضمن إطارين من الأطر التسعة لمحور "تمكين الإنساني"، الإطار الأول "إتاحة الوصول إلى الفرص"، الذي رأت خلاله أنه يجــب أن يهــدف العمل الجماعي لمجموعة العشرين إلــى تهيئــة الظــروف التــي تمكن جميــع الأفــراد وخصوصاً النســاء والشــباب، مــن العيــش والعمــل والازدهــار، مبينة أن الاقتصــاد العالمــي لا يقــدم الفــرص الكافيــة للجميــع مــع تزايــد هذه الفجــوة في بيئــة متغيرة وســريعة، مما يضعــف مــن ثقــة النــاس فــي الانفتــاح التجــاري ومنافــع الابتــكار التكنولوجــي، ويؤثــر ســلًبًا فــي النمــو والاســتقرار الاقتصادييــن علــى المــدى الطويــل، وأن رئاستها ستعالج هــذه التحديــات لضمــان الازدهــار للجميع.

وأثارت المملكة خلال الإطار الثاني الذي حمل عنوان "تعزيز الشمول المالي للنساء والشباب" الانتباه إلى أنه رغــم التقــدم الكبيــر، الذي أحرزه الشــمول المالــي في تعزيــز النمــو المســتدام والشــامل ودعــم التنميــة، فلا يزال هناك أكثر من 1.7 مليــار شــخص بالــغ لا تصلهــم الخدمــات الماليــة، وهو ما يعادل ثلــث ســكان العالــم، الذيــن يتألــف معظمهــم مــن النســاء والشــباب، موضحة في ضوء ذلك، أن مجموعــة العشــرين ستركز خلال ســنة الرئاســة علــى تســخير تقنيــات جديــدة ومبتكــرة لتمكيــن الفئــات الأقــل حظــوة بالفــرص مــن الوصــول إلــى الخدمــات الماليــة، وبالأخــص النســاء والشــباب، وتنطوي مساعي المملكة عبر إثارة قضايا الشباب في قمة مجموعة العشرين المقبلة، على تخفيف معاناة هذه الفئة، والإسهام في إزالتها تدريجياً، للاستفادة من طاقة الشباب في تحقيق الخير والتقدم للبشرية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org