على وقع رائحتها.. صنّاع القهوة يروون قصص التحدي بالرياض بين سعر وجودة

عند "بوصلة دلني" اجتمعوا.. 3000 مقهى تحت الإنشاء ونجاح لـ"باريستا" السعودي
على وقع رائحتها.. صنّاع القهوة يروون قصص التحدي بالرياض بين سعر وجودة

على وقع رائحة القهوة المنعشة، التي عمت المكان في قاعة "الفريدة" بالرياض؛ أنصت أكثر من 1000 شاب وشابة، مساء أمس لقصص الشغف والتحدي، التي سردها "صناع القهوة" في المملكة؛ حيث ركزوا على التنافس في السوق، وآلية البقاء فيه.

وجمع مركز "دلني" في بوصلته، أصحاب الخبرات من رواد الأعمال؛ لتقديم استشاراتهم وخلاصة تجاربهم، حول الاستثمار في هذا القطاع، وحضر المناسبة سعيد الزهراني مساعد مدير عام بنك التنمية الاجتماعية لقطاع التمويل الأصغر، وعبدالوهاب الفردان مدير عام مركز "دلني للأعمال".

وعندما حانت الساعة السابعة، اكتظ الموقع بالحضور، وأعلن مذيع الحفل "مشاري العنزي"، أسماء الضيوف المتحدثين، وهم: على التوالي، عبدالله الدويش الرئيس التنفيذي لـ"جافا تايم"، وأسامة العوام المدير التنفيذي لـ"بيت التحميص"، وعبداللطيف الوشيقري الرئيس التنفيذي لـ"خطوة جمل"، والمهندس عبدالله العقيل مدرب ومقيم جودة القهوة، وناصر الوهيبي الرئيس التنفيذي لـ"سلالات القهوة".

وأدار الندوة "فؤاد النزاوي" مبتدئًا بأهم محور، وهو "قصة التأسيس"، وكشف عبدالله الدويش عن تجربته، وقال: "قبل البدء في أي مشروع، لا بد أن يكون الاتجاه واضحًا تمامًا؛ فكنت أتعمد زيارة المقاهي العريقة حول العالم، لأتعرف على آلية عملها، وأتذكر أنني زرت أحد المقاهي في ألمانيا، عمره 100 عام، وهناك عرفت أن أعمار العاملين تتراوح بين 16 و80 سنة، وهم عائلة تتوارث المقهى من الجد الرابع، وسبب النجاح يعود إلى تنوع المنتجات والاهتمام برغبة الزبون.

وعن مقومات الاستمرارية قال "الدويش": "لاكتشاف القيمة الحقيقية للعميل، ولأجل المنافسة؛ يتعين على أي شركة أن تكون حية ومتغيرة، والآن في المملكة جيل جديد، أعمارهم في العشرينيات والثلاثينيات، يشكلون شريحة مهمة للسوق، والقهوة "مزاج"، والآن هناك 3000 مقهى تحت الإنشاء، والمقاهي المميزة التي تهتم بالجودة ورغبة العميل -خصوصًا في الرياض- ما زالت قائمة في السوق وتواصل مبيعاتها بشكل ممتاز.

ويروي عبداللطيف الوشيقي انطلاقة "خطوة جمل" ويقول: "البداية كانت عام 2013، والسبب الشغف بالقهوة وعالمها الكبير، وأيضًا شح السوق السعودي بالبن والقهوة المحمصة، وهذه مجتمعة تعطي وضوحًا للرؤية.

وحول الفرص والمقومات الأساسية، ألمح "الوشيقي" إلى أن القهوة ليست علمًا أو شيئًا معقدًا؛ المهم كيف تقدم منتجًا ذا جودة عالية بأسلوب التحميص والتحضير، وكيف تحصل على جودة عالية، حتى تتميز عن غيرك، وأيضًا هي "فن"؛ فلا بد أن نعرف أنواع القهوة الخام، ومدى ملاءمتها للتقطير و"الإكسبرس"، والتنافس يتم بالتدريب والجودة وطرق التقديم، وعدم استنساخ الأفكار أو تكرار التجربة، أو التركيز على خفض التكاليف".

ويكشف أسامة العوام، عن الشرارة الأولى لتجارته مع القهوة؛ إثر تناوله كوبًا دعته إليه والدته أثناء وجودهم في بريطانيا، ومن حينها تغيرت نظرته للقهوة تمامًا، وتولّد لديه الشغف، وبدأ يفكر في مشروع استثماري، ثم توجه إلى العمل الحر في مجال تحميص القهوة؛ حتى أسس "بيت التحميص" عام 2014.

ورأى "العوام" أن "سوق القهوة في المملكة على أعتاب مرحلة جديدة". وقال: "هذه السوق ستشهد تغييرات كبيرة في المرحلة المقبلة، مثل المذاقات الجديدة للقهوة؛ الأمر الذي سيجعل هذه السوق واعدة، ومنافسة في الشرق الأوسط؛ اعتمادًا على الخبرات التي يتمتع بها العاملون في تحميص القهوة وتوزيعها، مع المحافظة على الجودة.

ولفت إلى بادرة وطنية جميلة قائلًا: 70% من سكان المملكة شباب؛ ونحن كرواد أعمال لا بد أن نعمل يدًا بيد لتطوير سوق العمل في إيجاد فرص للتوظيف وتقديم أعمال متميزة ذات جودة عالية وسعر مناسب.

وعن تأهيل مقدمي القهوة للعملاء، يقول عبدالله العقيل الحاصل على دورة "مقيم جودة قهوة": "في السابق لا نشاهد "باريستا" سعودي، وهو النادل أو عامل القهوة، واليوم شبابنا لا يتحرجون، ويحتاجون فقط للتدريب، وتكفيهم أقل الماكينات والأدوات، وتقديم أكواب بسعر مناسب.. وللبائع مهارات لا بد من توافرها؛ من بينها تثقيف الزبون عن نوع القهوة وطريقة المعالجة وفنون التحضير".

وقدّم "العقيل" نصيحته لأصحاب المقاهي، بضرورة ترتيب منطقة العمل الخلفية، وكذلك طريقة دخول الزبائن، ومكان تحرك الموظفين، ودراسة الدائرة الكهربائية للمحل.

ويشدد المتحدث الأخير في "بوصلة دلني" ناصر الوهيبي، على أهمية المحافظة على جودة القهوة وتقليل التكاليف؛ مؤكدًا أن التسعيرة الصحيحة والواقعية للمنتج هي العمود الفقري لأي مشروع والتوسع فيه، وأشار إلى أن من الخطأ التركيز على فئة معينة أو الاستهداف السعري لشركات عالمية موجودة في كل حي حول العالم، مقابل إغفال جانب التركيز على جودة منتج القهوة نفسه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org