يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان، وخلال شهر رمضان تسلط "سبق" الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية 15 من سورة المائدة يقول الرب تبارك وتعالى: {یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ قَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولُنَا یُبَیِّنُ لَكُمۡ كَثِیرࣰا مِّمَّا كُنتُمۡ تُخۡفُونَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَیَعۡفُوا۟ عَن كَثِیرࣲۚ}. يظن بعض الناس أن معنى "يعفو عن كثير" أي يصفح ويسامح، والصواب أن معنى "يعفو" أي يعرض عن كثير مما اخفيتم، فلا يتعرض له ولا يذكره لئلا يفضحكم.
وذلك أنهم أخفوا أحكاماً وأخباراً في كتابهم، فبيّن النبي ﷺ ما أخفوه؛ كآية الرجم، وأمور أخرى لم يبينها النبي ﷺ ولم يكشفها ولم يفضحهم بها؛ لأنه لا مصلحة ولا فائدة في ذكرها، والله أعلم.
يشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب "أكثر من 300 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ"، الذي أعده الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.