شعور غريب لكل زائر له وكل عابر فيه وهو الحنين إلى الماضي وبركة الزمن القديم، ولا يكاد يخلو المكان من زواره وأغلبهم من الأجداد والآباء والمشتاقين للزمن الجميل.
يعتبر ذلك المكان بوابة عالم آخر عبر الزمن وتسمع أصواتًا هنا وهناك، وترى بعينك القديم من الأجهزة والجديد والكتب ولوحات ونقود قديمة وبخور ودلال وبهاروغيرها.
إنه "سوق الزل" في مدينة الرياض، أحد المعالم الأصيلة والنادرة للتراث السعودي والذي يعود تاريخ بنائه إلى عام 1319 هـ، حيث كان في شرق الجامع الكبير قديمًا ثم انتقل إلى قلب الرياض بالديرة حاليًا.
ويعتبر السوق الذي شب عليه كل مواطن تخطى عمره 60 عاما وأكثر ، حيث كان الأكثر شهرة والأكثر رغبة في التسوق، غير أنه كان السوق الأول لكل احتياجات الأسرة في رمضان وبمجئ رمضان تكتمل فرحتها بزيارة "الزل والديرة"، فهو مركز الملبوسات الشعبية كالمشالح والفروات والبشوت والأشمغة المطرزة يدوياً والسجاد والتراثيات والأحذية الشعبية والبخور والعطورات والقطع القديمة وغيرها.
أما الآن فيعتبر السوق أحد نقاط الجذب السياحي الهامة في مدينة الرياض، وتمت تسميته بسوق الزل لأن الأساس فيه كان لبيع السجاد بأنواعه المختلفة ما بين الإيراني، وهو أجود الأنواع والتركي والأفغاني والمحلي، ومع مرور السنين دخلت المقتنيات المختلفة إلى السوق.
مثل قطع نقود وصحف قديمة بأغلفة بلاستيكية وكتب وسلع تراثية وهدايا وتحف ومجوهرات وملابس شعبية وخزفيات ومشغولات يدوية بجانب البخور والعطور ولوازم التجميل، حيث يزداد خلال شهر رمضان المبارك الإقبال على السوق وبالأخص الغتر بأنواعها والبشوت والخواتم والمسابيح.
يذكر أن وزارة السياحة قامت بمراحل تطويرية وتأهيلية مع مراعاة هدفه الأساسي، وهي استمرارية حركة البيع والشراء فيه، إضافة إلى أنشطة تجارية أخرى لبيع وتصنيع المواد التقليدية والتراثية وغيرها.
ويعتبر هذا السوق مقرًا للصناعات الحرفية سواء الأزياء الشعبية والسجاد والأحذية في الماضي وحتى يومنا هذا، ولا يزال يحافظ السوق على جانبه التراثي الذي لطالما كان مصدر جذب سياحي للزوار من الخارج والقادمين إلى الرياض من ربوع المملكة.