شهدت الجزائر، تساقطًا كثيفًا للثلوج على أكثر من 20 محافظة، في مشهد نادر لم يتكرر منذ نحو 3 عقود.
ومن شرق الجزائر إلى غربها، تزينت مدن الجزائر بكميات الثلوج المتساقطة، صنعت معها ديكورات طبيعية خلابة، وانخفضت معها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في عدة ولايات.
ووصلت سماكة الثلوج إلى 15 سنتمترًا في 19 محافظة من أصل 34 شهدت تقلبات جوية؛ فيما تساقطت الثلوج على المناطق التي يفوق علوها 900 متر؛ وفق نشرة الأرصاد الجوية الجزائرية.
ومن المتوقع أن يستمر تساقط الثلوج على مدار الأسبوع الحالي، وأن تشهد مختلف مناطق الجزائر طوال شهر ديسمبر عدة عواصف ثلجية.
وأدى التساقط الكثيف للثلوج إلى قطع معظم الطرقات؛ لا سيما القريبة من المرتفعات الجبلية.
وتدخلت وحدات من الجيش الجزائري لإعادة فتح الطرقات أمام المركبات؛ تفاديًا لوقوع حوادث مرور في ظل تكوّن طبقات من الجليد على الطرقات التي تكثر فيها المنعرجات، مثل طريق باتنة- آريس بشرق البلاد.
ووفق بوابة "العين" الإخبارية، تباهى الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بصور "البساط الأبيض" الذي طغى على أكثر من نصف مساحة الجزائر.
ومن أجمل الصور المتداولة، صور لمدينة "تيمقاد" الأثرية التي تُعد أقدم وأكبر مدينة رومانية بالجزائر وبإفريقيا؛ حيث اكتست بحلة بيضاء زادت من جمال الآثار المتناثرة في المدينة العريقة، لا سيما المسرح الروماني.
وإلى وسط الجزائر وتحديدًا محافظة البليدة؛ حيث شهدت جبال "الشريعة" التي توصف بـ"سويسرا الجزائر"، توافد السكان للاستمتاع بالتزلج، وسط ديكور ثلجي وطبيعي مذهل.
كما تداول رواد مواقع التواصل آلاف الصور لتساقط الثلوج بعدة ولايات لبست ثوب الثلج الأبيض، ومن بينها مرتفعات تلمسان التي تُعد من بين أقدم وأجمل المدن الجزائرية والمغاربية.
وشهدت جبال "البابور" الواقعة بمحافظة سطيف شرقي الجزائر، زيارة المئات للاستمتاع بالثلوج؛ رغم درجات الحرارة المتدنية؛ حيث تعرف جبال "البابور" بجمال طبيعتها التي تجذب سنويًّا مئات السياح.
واستمتع الزائرون بامتزاج اللونين الأخضر والأبيض فوق أشجار الصنوبر والأرز الأطلسي، وتركزت جولاتهم بين التقاط الصور التذكارية والتزحلق والتخييم وحتى المبيت.
مشاهد ومناظر أخرى لا تقل جمالًا وحتى غرابة؛ تلك التي صنعتها الثلوج الممتدة إلى بعض الولايات الجنوبية الصحراوية في الجزائر.
وشكّل امتزاج الرمال الذهبية بالثلوج الناصعة البياض بمنطقتي "عين الصفراء" في ولاية "النعامة" الواقعة في الجنوب الغربي من الجزائر، منظرًا مبهجًا وخلابًا، أنسى البعض "سيئات 2020".
وكذا بمدينة "البيض" الصحراوية، التي رغم بيئتها الصحراوية؛ فإنها تشتهر ببردها القارس حتى في فصلي الخريف والربيع.
وعرفت الجزائر منذ الأسبوع الماضي، تقلبات جوية، نتج عنها هطول كميات كبيرة من الأمطار شرق ووسط البلاد بعد أشهر من الجفاف، قبل أن تتساقط الثلوج في معظم مدن شمال الجزائر.
ومع عودة تساقط الثلوج بهذه الكثافة، استذكر جزائريون ما يعتبرونها "سنوات الخير"؛ في إشارة إلى العقود التي تلت استقلال الجزائر في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وبعض من سنوات التسعينيات.
ويروي مَن عايش تلك الفترة، كيف كان شتاء الجزائر قارسًا، والتساقط الدائم للثلوج في فصل الشتاء، ويستذكرون فترة "الفصول الأربعة" التي تحولت تدريجيًّا إلى فصلين اثنين فقط، وهما الخريف والصيف.