أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ أحمد بن طالب، المسلمين بتقوى الله تعالى، موضحًا أن منشور الولاية يستخرج من معدن الرسالة فمن وعى الوحي استغنى به عن غيره ومن فاته الوحي لم يغن عنه غيره، قال جل من قائل: ((أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)).
وذكر أن من علامات إعراض الله عن العبد اشتغال العبد بما لا يعنيه، وقال: "آية ما لا يعنيك أنْ لو أمسكت عنه لم تأثم ولم تَضرَّر في حال ولا مآل ولا يَعنيك إلا ما أعانك في دنياك أو أخراك، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
وقال إمام المسجد النبوي: إن من ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لجدير أن تطول حسرته على نفسه، مشيراً إلى أن العلم المجرد لا يأخذ باليد، فالتعرض لرحمة الله لا يكون إلا بالعمل، ولو حمل العبد في قلبه من العلم ما حمل فإذا طاحت العبارات، وفنيت الإشارات، لم ينفع الإنسان إلا الركعات التي يركعها لله ووجب الإعراض عمن تولى عن ذكر الله قال تعالى: ((فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا))، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
وأشار إلى أن الإسلام مبني على الشهادتين، والصلاة والزكاة والصيام، وحج بيت الله الحرام، فمن وطد الأركان شيّد البنيان ومن رق منه العمل أقام على وجل ومن وهت عمدانه هوت حيطانه.