إدراج اللغة الصينية بالتعليم السعودي.. المملكة تلتحق بخمس سكان العالم

ولي العهد يؤسس أجيالاً يتحدثون بلغات أهل العلوم والمعارف
إدراج اللغة الصينية بالتعليم السعودي.. المملكة تلتحق بخمس سكان العالم

لم يكن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، بإدراج اللغة الصينية كمقرر على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية، هدفه تعزيز العلاقات الثقافية مع دولة الصين الشعبية فحسب، وإنما يرجع إلى رغبة سموه في تأسيس أجيال من المواطنين، يتقنون اللغة الصينية بشكل جيد، حتى يمكنهم الاستفادة القصوى من الخبرات والمعارف الصينية في جميع المجالات مستقبلاً.

وبهذا القرار تلتحق المملكة بخمس سكان العالم الذين يتكلمون الصينية، بدءاً من الدولة الأم، مروراً بسنغافوراً، ووصولاً إلى الدول المحيطة بها، والتي تشتهر بالتجارة مثل تايوان.

ويدرك سمو ولي العهد، التقدم العلمي والتقني الهائل الذي تتمتع به الصين وشعبها، كما يدرك أن محاكاة هذه الدولة فيما حققته من إنجازات علمية، ونهضة صناعية، جعلتها من أكبر اقتصادات العالم، يحتاج في المقام الأول، إلى التعايش معها، ومخاطبة أهلها بلغتهم، للتعرف على تاريخهم وأسلوب حياتهم، الذي جعلهم يصلون إلى ما وصلوا إليه من نهضة يتحاكى بها تاريخ البشرية.

ومن المتوقع أن يعزز توجيه ولي العهد الشراكة بين الشعبين السعودي والصيني، ما يسهم في نمو العلاقات الاقتصادية والعلمية بين البلدين.

وشهدت زيارة ولي العهد إلى الصين، الاتفاق على البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية كمقرر دراسي على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية. في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة والصين، وتعميق الشراكة الإستراتيجية على كل المستويات والأصعدة. ومن شأن اتفاق إدراج اللغة الصينية، أن يعزز من التنوع الثقافي للطلاب في المملكة؛ بما يسهم في بلوغ المستهدفات الوطنية المستقبلية في مجال التعليم على صعيد رؤية 2030.

60 ألف رمز

ولمن لا يعرفها جيداً، فاللغة الصينية تنطق "هانيو"، وتعني حرفياً لغة "الهان"، أو بالصينية تنطق "جونجوين" وتعني حرفياً الكتابة الصينية، وهي مجموعة من التفرعات اللغوية، التي لا تحتوي على وضوح متبادل بينها في أوجه مختلفة، ليكونوا فرعاً لغوياً من عائلة اللغات الصينية التبتية.

ويتحدث الصينية غالبية الهان والعديد من الأقليات العرقية في الصين، ويتحدث الصينية حوالي 1.2 مليار شخص حول العالم (حوالي 16% من سكان العالم) كلغة أولى.

وتكتب الصينية بنظام كتابة فكرية تسمى "هاندرز" التي اخترعت قبل 4 آلاف عام، ويحتاج التلميذ إلى 6000 حرف ليقرأ جريدة عادية، وأكثر من ذلك ليقرأ الكتب القديمة، وفي الصين وسنغافورة، يستعملون الحروف العادية، التي لها أشكال مبسطة، ولكن في هونج كونج وتايوان لا يزالون يستعملون الحروف التقليدية، وتكتب أيضاً أحياناً بنظام "بينيين اللاتيني".

ومجموع الرموز الصينية أكثر من 60000 أو ما يزيد، والشخص الصيني العادي يعرف ما بين 5000 و6000 رمز، أما الأجانب، فالذي يتقن اللغة، يعرف ما بين 3000 و5000 على الأكثر.

ولا تحتوي اللغة الصينية على أبجدية، وإنما تحتوي على كلمات، والرمز الواحد عبارة عن كلمة مستقلة، ويكتب الرمز من اليسار إلى اليمين، ومن أعلى إلى أسفل، ما يخالف ذلك يعتبر خطأ. والقواميس والمعاجم الصينية تعتمد على نظام عدد الخطوط في الرمز الواحد، فتجرد الكلمة من الخطوط الزائدة، وما تبقى بعدئذ تعد خطوطه، ويأخذ مكانه في القاموس.

التفرعات اللغوية

وعادة ما توصف التفرعات اللغوية للصينية بواسطة الناطقين الأصليين، بأنها لهجات من لغة صينية واحدة، إلا أن علماء اللغة يلاحظون أنهم مختلفون كعائلة لغوية.

يوصف التنوع الداخلي في الصينية كأنه تنوع اللغات الرومانسية. ويوجد ما بين 7 إلى 13 مجموعة محلية أساسية في الصين من بينهم اللغة الماندرينية، وهي الأكثر انتشاراً بكثير (980 مليون شخص)، يليها الوو (80 مليوناً)، ثم المين (70 مليوناً)، ثم اليؤ. ومعظم هذه اللغات لا تحتوي على وضوح متبادل وحتى اللهجات المحلية داخل المين قد لا تحتوي على وضوح متبادل.

واللغة الصينية تعتبر اللغة الأكثر تحدثاً حسب عدد المتحدثين اليوميين في العالم، أي الذين تعتبر لديهم كلغة يومية معتمدة للتواصل، وهي أيضاً اللغة الأطول عمراً من بين بقية اللغات، واستناداً إلى أقدم الوثائق اللغوية للنقوش على دروع السلاحف من عهد أسرة شانغ (القرن 16 – 11 قبل الميلاد) يرجع تاريخ اللغة الصينية إلى ما قبل 3000 سنة.

لهجة بكين

وتنقسم اللغة الصينية حالياً إلى 7 مناطق للهجات المحلية، أي: منطقة اللهجة الشمالية، منطقة لهجة وو، منطقة لهجة هونان، ومنطقة لهجة كه جيا، ومنطقة لهجة قوانغدونغ ومنطقة لهجة فوجيان. ومن بين هذه اللهجات المحلية السبع كانت اللهجة الشمالية هي اللهجة المحلية الأساسية التي تمثل اللغة المشتركة لقومية هان المعاصرة، وكانت لهجة بكين هي النموذج، والأكثر انتشاراً في مناطق اللهجات المحلية للغة الصينية، ويتكلمها 73% من إجمالي أبناء قومية هان، أما اللهجات المحلية الست الأخرى، فتنتشر في جنوبي الصين.

ومن الناحية الجغرافية فإن اختلاف اللهجات المحلية للغة الصينية كان واضحاً جداً، وإن الذين يسكنون في مناطق اللهجات المحلية المختلفة عادة لا يفهمون ما يقوله الجانب الآخر، ولكن اللغة الصينية المكتوبة التي يستعملها الصينيون هي واحدة. بمعنى آخر، أن اللهجات المحلية للغة الصينية موحدة إلى حد بعيد من حيث الكلمات المكتوبة، وأن اللغة المستخدمة هي اللغة الصينية الواحدة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org