"القطران".. "السائل السحري" لعلاج الأمراض لأهل البادية

يدمن بعض الناس رائحته التي قد لا يتحملها آخرون
"القطران".. "السائل السحري" لعلاج الأمراض لأهل البادية
محمد آل الحمري- سبق- عسير: يسمع الناس عن "القطران" لكنهم لا يعرفون طريقة إنتاجه وفوائده، رغم أن سكان البادية والقرى يستخدمونه علاجاً ووقاية، بينما يدمن بعض الناس رائحته التي قد لا يتحملها غيرهم.
 
والقطران وصفة شعبية للعديد من الأمراض، ووصفة وقائية من الزواحف والحشرات وغيرها.
 
المقطار
هو خط إنتاج القطران ويتكون من حفرة لها فوهة ضيقة تنتهي بمخرج يبعد مترين تحت الأرض.
 
والحطب هو الأساس في إنتاج القطران، فبعد الانتهاء من تأسيس المقطر، يتم جمع حطب الأشجار اليابس "القرض العتم القمر الطلح أو السمر وغيرها"، ويجزأ إلى أجزاء صغير لا تتعدى حجم الكف وتوضع داخل صفيحة من التنك، بعدها يتم وضع فوهة الصفيحة أو "التنكة" على فوهة بإحكام فوهة المقطر والصفيح الحديدي باللبن "الطين الممزوج بالماء".
 
وبعد إحكام فوهة "التنكة" على فوهة "المقطار" يتم إشعال النار في الحطب الذي تغطى به "التنكة" ويبقى لساعات طويلة.
 
وبفعل الحرارة النار يخرج سائل أسود "القطران" من الحطب داخل "التنكة"، ويسلك مجرى خُصص له حتى ينتهي بإناء بعيدا عن النار، وبهذا يصبح القطران جاهزا للاستعمال.
 
أنواع القطران
ويختلف "القطران" من شجرة إلى شجرة ومن منطقة لأخرى، وله نوعان خفيف وثقيل، ولكل طلبه واستخدامه، الثقيل يستخدم لإصلاح الأواني كالمعجون، ويستخدم الخفيف في طلاء الماشية والعلاج.
 
القطران الشعبي
لا تخلو الأسواق الشعبية من القطران حيث يحرص الكثير على شرائه خاصة أصحاب الماشية، ويعتبر القطران علاجا وقائيا لطرد الحشرات والزواحف بعيدا عن الماشية، وتتراوح قيمته ما بين ٣٠ و٥٠ ريالاً، كما يعد بديلاً عن الكثير من الكريمات حيث ثبت فاعليته في الكثير من الأمراض الجلدية التي استعصت على الطب الحديث.
 
"لقطران والأواني
ويستخدم القطران في طلاء الأبواب وأدوات الزراعة الخشبية للحفاظ عليها من الأرضة، وفي طلاء الأواني المنزلية للحفاظ عليها من التعفن في ظل غياب المنظفات الحديثة، وما زال البعض يحرصون على شراء الأواني المنزلية المشبعة بالقطران خصوصا أواني الشرب حيث يحبذون نكهة القطران فيها.
 
ومهنة إنتاج "القطران" وسيلة من وسائل كسب لقمة العيش.
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org