"سكني".. والمساحات الضيقة..!

"سكني".. والمساحات الضيقة..!

نشطتْ دعاية مشروع "سكني" الذي تتبناه وزارة الإسكان مؤخرًا عبر إعلاناتها التي ملأت شاشات التلفزة والقنوات، وهم يقومون بتسليم وحدات سكنية للمواطنين. ومع أن عدد المستفيدين قليل لكن يبدو أن العدد في ازدياد خلال الأيام أو الأشهر القادمة، بعد غياب وانتظار طال كثيرًا، وأَخْذٍ وردٍّ من مسؤولي وزارة الإسكان، زاد على عدد سنوات عمرها حينما تم إنشاؤها ابتداء..! ولكن ما لاحظه الكثير من المواطنين في بعض المناطق أن الوحدات السكنية صغيرة جدًّا في غُرفها. فهل هذا ما كان ينتظره الناس من وزارة الإسكان عبر برنامج "سكني" الذي للتو يخرج للنور بعد سنوات عجاف..؟!! الأمر الذي جعل بعض الناس يرفض تلك الوحدات، وبعضهم اضطر لاستلامها، وقام بتأجيرها، وظل مستأجرًا؛ لأنها لا تكفيه مع عدد أفراد أسرته، التي يتراوح عدد أفرادها من 5 إلى 6 فما فوق..!!

وختامًا.. صحيح إن كثيرًا من الناس يتمنون أن يحالفهم الحظ في أن يأتيهم الدور في الإسكان، لكن الأكثر صحة أن ذلك لا يعني أنهم يسكنون في وحدات سكنية ضيقة..!! فهذا لا يمكن أن يُطلق عليه سكنًا. فمن هو يا تُرى ذلك المهندس أو المكتب الاستشاري الذي خطط واقترح على مسؤولي وزارة الإسكان أن تكون حجرات الوحدات السكنية على ذلك النحو..؟! وهل يرضى مسؤولو الإسكان أنفسهم بأن يسكنوا في تلك الوحدات السكنية حتى لو كان عدد أفراد أسرهم قليلاً..؟! بل إن بعض المسؤولين لدينا لديهم عمارات وفلل على مساحات كبيرة جدًّا، تفوق مساحتها الألف والألفين.. فلماذا يضيقون على الناس في السكن بأن تكون وحدات سكنهم على ذلك النحو، صغيرة جدًّا!! لذلك نتمنى من مسؤولي الإسكان أن يعيدوا النظر في تلك الوحدات المتناهية في صغر حجمها؛ لأنها لا يمكن أن تكون مطمحًا لأي مواطن مهما عانى أو أضناه الإيجار.. فيجب أن يكون سكنه بيتًا واسعًا ومناسبًا.. والحمد لله مساحات بلادنا شاسعة، ولا نعاني قلةً في وجود مساحات في الأراضي، وأمانات البلديات قدمت كل التسهيلات للوزارة لتوفير المساحات من الأراضي؛ فلماذا التضييق على الناس بمثل تلك المساكن الصغيرة ذات الحجرات الصغيرة، والمتناهية في الصغر..؟! كما نتمنى أيضًا أن تهتم الوزارة بالمدن الكبرى، كالرياض وجدة ومكة، وغيرها من المدن الكبرى التي عادة تعاني أزمة سكن، بينما بعض المدن والمحافظات التي تبني فيها الوزارة لا توجد فيها أزمة سكن..!! وهي بالتأكيد لا تخفى على مسؤولي الوزارة؛ لذلك نتمنى أن تكون لها الأولوية. والله الموفق لكل خير سبحانه..!

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org