النملة: مفاهيم عمل الشباب عندنا قديمة وتغييرها صار ضرورة مُلحة

طلاب الثانوية تائهون وقراراتهم ليست بأيديهم
النملة: مفاهيم عمل الشباب عندنا قديمة وتغييرها صار ضرورة مُلحة

عبدالله النحيط: شدد المتخصص في إدارة الموارد البشرية عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور يوسف النملة على ضرورة تغيير المفاهيم المتعلقة بالعمل وثقافته، ومن ذلك العمر الذي نبدأ به حياتنا العملية، فالذي استقر في أذهان غالب الشباب أن العمل يبدأ بعد الحصول على الشهادة الجامعية في عمر ٢٢ سنة تقريباً، وقد يزيد العمر عن ذلك قليلاً في حالات التعثر الدراسي. هذا المفهوم يجب أن يتغيّر لنُدرك أن العمل يبدأ مع بداية المرحلة الجامعية، أي في عمر ١٨ أو ١٩، بحيث يحصل الطالب بعد ذلك على شهادته الجامعية ولديه خبرة لا تقل عن سنتين، هذا الأمر أصبح مطلباً رئيساً لحجز مكان في سوق العمل بعد التخرج.

وأضاف النملة أن الكثير من الدول يبدأ شبابها بالوظيفة في المرحلة الثانوية، وربما بدأ يتدرب على العمل الحقيقي في آخر سنة من المرحلة المتوسطة بعمر ١٥ سنة، والذي يؤكد دون أدنى شك أن لدى الشباب السعودي القدرة على العمل في الوقت الحاضر أكثر من ذي قبل، فمستوى الإدراك والفهم صار أعلى من السابق، والوصول للمعرفة المهنية، وطرق البحث عن الوظائف أصبح أسهل وأيسر وبذلك يجب أن يحل مفهوم الموظف ذي الـ١٨ عاماً محل الموظف الخرّيج صاحب ٢٢ عاماً؛ لأن الخبرة وفهم ثقافة سوق العمل في القطاع الخاص تحديداً صارت مطلباً رئيساً للوظيفة الأولى بعد التخرّج شئنا أم أبينا.

وزاد النملة: أعجبني شاباً نبيهاً عاقلاً تحدثت معه بعد تخرجه من الجامعة بأيام فقال: الحمد لله حصلت على الوظيفة التي أُريد، وحصلت كذلك على بعثة من جهة عملي. فقلت له وكيف حصلت على وظيفة وبعثة بهذه السرعة؟ فقال: كنت أعمل وأنا طالب في الجامعة، حيث عملت في الصيف، وفي المساء طيلة مدة دراستي، وبنيت وقتها الخبرة والعلاقات المهنية التي أحتاج فسهل علي ما صُعب على غيري.

كما أشار النملة إلى أن المهارات التي تميّز الشاب وتقوّي سيرته الذاتية مهمة لبناء شخصيّة عمليّة تنأى بمن يبحث عن عمل عن أن يكون نسخة من غيره. وأن بناء المهارات أمر مرهق أحياناً ويحتاج لوقت وجهد طويلين، وربما يحتاج لبذل بعض المال، ولكن المُشاهَد أن أرباب العمل يبحثون عن الشباب المميّز وربما متعدد المواهب، أو من لديه المواهب الرئيسة على أقل تقدير ومن الضروري أن يدرك الشاب أن مهارات سوق العمل تتغير حسب الوقت والمكان، وحسب متطلبات جهة العمل، وليس من الحكمة أن يقرأ أحدنا دراسة أو مقالاً حول مهارات سوق العمل في الغرب أو الشرق ثم يعتمد ذلك منهجاً لتطوير ذاته والاستعداد لسوق العمل لدينا! فما يحتاجه سوق العمل الأوروبي على سبيل المثال ليس بالضرورة منطبقاً على سوق العمل السعودي، فالسياق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي مختلف دون شك.

وأكد النملة على توعية خريج المرحلة الثانوية المقبل على بهو الجامعة وطرح كل الخيارات أمامه وضرورة أن يدرك نوعية سوق العمل في البحث عن المميزين وقال: كن على ثقة أنه لا ينفعك شيء مثل الاعتماد على الله تعالى، ثم الاعتماد على نفسك في التعليم وعدم البحث عن معاهد تدريبية ولو كانت متخصصة في ظل وجود منصات إلكترونية مجانية تُتيح للطالب التعلم في شتى المجالات، ولأن الزمن قد تغير وسوق العمل تطور فعلينا أن نواكبه وننساق معه ونترك الأنماط القديمة من التعليم.

كما استنكر النملة ضعف بعض طلاب الجامعة وتعلقهم بوالديهم وأقاربهم ليشفعوا لهم عند الدكاترة ورؤساء الأقسام وعمداء الكليات لحل مشاكلهم، وهذه نقطة ضعف ستلاحق الطالب حتى في عمله، ومن الضرورة أن يكون الطالب مسؤولاً في حل مشاكله الدراسية والعملية منذ استلام شهادته الثانوية وأن يستعين بالله قبل كل شيء.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org