للسنة الثانية على التوالي.. "كورونا" يهيمن على احتفالات العام الجديد بالعالم

ارتفاع كبير لمصابي الفيروس نهاية 2021.. ومخاوف من "تسونامي" إصابات
للسنة الثانية على التوالي.. "كورونا" يهيمن على احتفالات العام الجديد بالعالم

مع احتفالات كانت غالبيتها مختصرة على وقع ارتفاع كبير في الإصابات بكوفيد-19، انتقل العالم إلى العام 2022؛ حيث شهدت الساعات الأخيرة من العام 2021 تجاوز العالم عتبة المليون إصابة يومية بكوفيد-19 بعد انتشار المتحورة أوميكرون الشديدة العدوى، وتوفي بحسب الأرقام الرسمية أكثر من 5.4 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في الصين في 2019.

وباتت بريطانيا والولايات المتحدة وحتى أستراليا التي كانت بمنأى لفترة طويلة عن الجائحة، تسجل مستويات قياسية في الإصابات الجديدة.

وأعلنت فرنسا بدورها الخميس أن أوميكرون باتت مهيمنة على أراضيها، إلا أن الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب عن "تفاؤله"، متمنيًا أن يكون 2022 "سنة الخروج من الوباء"؛ بحسب فرانس برس.

وكانت جزر كيريباتي في المحيط الهادئ أول دولة في العالم تستقبل العام الجديد في الساعة العاشرة من صباح الجمعة بتوقيت غرينيتش.

وفي كشمير الهندية لقي 12 شخصًا على الأقلّ حتفهم وأصيب 13 آخرون بجروح، في تدافع وقع فجر السبت في ضريح ماتا فايشنو ديفي الهندوسي في الشطر الخاضع لإدارة الهند من كشمير؛ بحسب ما أعلن مسؤول حكومي كبير لوكالة فرانس برس.

وأضاف أنّ "الحصيلة قد تكون أكبر؛ إذ إنّ الطريق المؤدية إلى الضريح الواقع أعلى تلّة كانت مزدحمة بمن يحاولون زيارته لأداء الصلوات التقليدية بمناسبة العام الجديد".

ومن سيول إلى مكسيكيو وسان فرانسيسكو، ألغيت للسنة الثانية على التوالي الكثير من الاحتفالات، أو أقيمت على نطاق أضيق بكثير من المعتاد.

في باريس ألغي عرض الألعاب النارية التقليدية بمناسبة رأس السنة، وتدفّق آلاف السيّاح والمتفرّجين على الشانزليزيه، لكنّ أعداد هؤلاء هي أقلّ بكثير مما اعتادت عليه في مطلع كل عام هذه الجادة الشهيرة. وانتشر وسط هؤلاء المارة شرطيون لفرض إلزامية وضع الكمامة.

أما في قلب مدريد، فتدفّق نحو 7000 شخص إلى ميدان "لا بويرتا ديل سول" للمشاركة في التجمّع التقليدي لابتلاع 12 حبة من العنب على وقع دقات الساعة الـ12 التي تزفّ حلول العام الجديد.

وأبقت سيدني التي تفتخر عادة بأنها "عاصمة رأس السنة العالمية"، عرضها للمفرقعات التي أضاءت مرفأها الشهير ستة أطنان من الألعاب النارية، لكنّ الحضور كان خجولًا هذا العام؛ إذ اقتصر على بضع عشرات الآلاف، في حين كان في العادة يناهز المليون شخص.

وفي الإمارات: أبقت دبي على الاحتفالات، وقد نظّم في أرجاء المدينة 36 عرضًا للألعاب النارية في 29 موقعًا.

ومنذ ساعات المساء الأولى احتشد المحتفلون لمشاهدة برج خليفة، أطول برج في العالم، وهو يضاء بالألعاب النارية.

وفي إكسبو 2020 المعرض العالمي الذي افتتح متأخرًا عامًا بسبب كوفيد، بدأت الاحتفالات في فترة ما بعد الظهر، وكان من المقرّر أن تستمر حتى يوم رأس السنة الجديدة. وحذّرت السلطات من أنّها لن تتوانى عن فرض غرامة مالية على كل شخص لا يضع كمامة واقية.

وإذا كانت العاصمة المكسيكية ألغت الكثير من التجمّعات الكبيرة التي تقام فيها عادة بمناسبة رأس السنة، فإنّ ريو دي جانيرو أبقت على احتفالاتها التي كانت في العادة تجمع على شاطئ كوباكابانا الشهير ثلاثة ملايين شخص.

وهذه السنة ألغيت الحفلات الموسيقية في كوباكابانا وفرضت السلطات قيودًا على الوصول إلى الشاطئ، وتكفّلت الأمطار الموسمية التي هطلت على المدينة بثني كثيرين عن الخروج لاستقبال العام الجديد.

وقبل أقل من ثلاث ساعات من حلول منتصف الليل وانطلاق عرض الألعاب النارية الضخم الذي يستمر طوال 16 دقيقة، كان عدد الذين توافدوا إلى الشاطئ ضئيلًا، وقد ارتدى غالبيتهم اللون الأبيض عملًا بالتقليد المتّبع سنويًا.

وفي نيويورك بدأ المحتفلون بالتجمّع اعتبارًا من عصر الجمعة في ساحة تايمز سكوير الشهيرة في وسط مانهاتن لحضور احتفالات المدينة بحلول العام الجديد بسماتها المميزة؛ وهي العدّ التنازلي وسقوط كرة الكريستال ونثر قصاصات الورق على الميدان.

وكان رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو وعد باحتفالات، لكن مع نحو 15 ألف شخص فقط في ساحة تايمز سكوير بدلًا من 60 ألفًا، على أن يكونوا ملقحين ويضعوا الكمامات.

وفي روسيا تناول الرئيس فلاديمير بوتين في تمنياته المتلفزة بمناسبة العيد جائحة كوفيد-19 من دون أن يأتي على ذكر 600 ألف وفاة ناجمة عنها، وهو الرقم الذي أوردته الخميس وكالة الإحصاءات الوطنية؛ ما يشكل ضعف العدد الذي وفرته الحكومة؛ ما يجعل من روسيا أحد أكثر بلدان العالم تسجيلًا للوفيات.

ويأمل الخبراء أن يشكل العام 2022 مرحلة جديدة من الوباء تشهد تراجعًا للوفيات.

ويبعث توزيع اللقاحات على نحو 60% من سكان العالم بصيص أمل، رغم أن بعض الدول الفقيرة لم تحصل على ما يكفيها من اللقاحات، وأن فئة من المواطنين لا تزال مناهضة لها، إلا أن منظمة الصحة العالمية تتوقع أشهرًا مقبلة عصيبة. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس: "أشعر بقلق بالغ من أن يؤدي انتشار أوميكرون كونها أشد عدوى، في الوقت نفسه مع دلتا، إلى تسونامي من الإصابات. يمثل ذلك عبئًا هائلًا على الطواقم الصحية المنهكة، وعلى منظومات صحية باتت على شفير الانهيار".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org