العلي لـ"سبق": لا تزال ذكريات رمضان عالقة في الذاكرة.. وهذه عادات الصوم التونسية

رفع التهنئة للقيادة والشعب السعودي مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك
العلي لـ"سبق": لا تزال ذكريات رمضان عالقة في الذاكرة.. وهذه عادات الصوم التونسية

تحدَّث سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس محمد بن محمود علي العلي لـ"سبق" عن ذكرياته مع الصيام في رمضان، ورفع في بداية حديثه خالص التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -أيده الله-، وإلى الشعب السعودي كافة؛ بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان، واقتراب عيد الفطر المبارك، سائلاً الله أن يعيد رمضان علينا أزمنة عديدة وبلادنا تنعم بالأمن والعز والرخاء في ظل قيادتنا الرشيدة.

وأفصح السفير السعودي محمد العلي لـ"سبق" عن ذكرياته في شهر رمضان، وأبرز العادات في السعودية وتونس، وتحدث عن الأشياء التي يحرص عليها في رمضان.. وقال: في الحقيقة، في شهر رمضان المبارك بالسعودية تظهر عادات، وتختفي أخرى.. ويحن الإنسان دائمًا إلى الماضي.. ويأتينا هذا الشهر الكريم كل عام ليدخل علينا البهجة والفرحة، ونعيش أيامه ولياليه.. فرمضان في حياة كل واحد منا له خصوصية، وله مباهجه، وله ذكرياته الحلوة التي تبقى في الذاكرة، ولا تكاد تفارقها. لقد ترعرعت ونشأت في منطقة تبوك. وتتميز منطقة تبوك في شهر رمضان المبارك منذ القِدم حتى هذا الوقت بالعديد من العادات الرمضانية، والأكلات الشعبية، والمخيمات الرمضانية، التي تشهدها مدن ومحافظات ومراكز المنطقة طيلة الشهر الفضيل.. فما إن يطل شهر الخير والبركة والعطاء بأيامه ولياليه حتى تفعم الحياة في مختلف أنحاء المنطقة بالروحانية، وفعل الطاعات. ومن أبرز المظاهر الرمضانية بمنطقة تبوك: الأكلات الشعبية التي لا تفارق المائدة التبوكية، منها قرص "المجللة أو الخميعا". وتشتهر تبوك كذلك بأكلة "العصيدة".

وأضاف: بكل تأكيد، العادات لم تتغير؛ فشهر رمضان المبارك بالسعودية له جو روحاني كما في سائر بقاع العالم الإسلامي، ووجود الحرمين الشريفين أعطاها أجواء روحانية أكثر. والناس في السعودية يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان، ويتلقون خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية المكلفة برصد الأهلّة القمرية. والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات السعودية له. ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع في السعودية، وتنطلق من الأفواه عبارات التهنئة؛ فالعادة التي تستقبل المملكة العربية السعودية بها شهر رمضان المبارك هي اتخاذ قرارات رسمية بتخفيض ساعات العمل مراعاة لأحوال الصائمين. ومع بداية الشهر الكريم تنتشر في أنحاء السعودية جمع التبرعات والصدقات، وتوجَّه الدعوات للمساهمة في إفطار المحتاجين والمساكين. كما تنتشر الموائد الرمضانية الخيرية التي تقدِّم أشهى الوجبات. أما الماء فيوزَّع في برادات مثلجة لعابري السبيل والمعتمرين في الأماكن المقدسة، وتقام موائد إفطار خاصة بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة فيها بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي تكثر فيها تجمعاتهم، كالمناطق الصناعية وغيرها.

ويتابع: ومن العادات الطيبة في السعودية أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور للذين أدركهم أذان المغرب في الطريق عملاً بسُنة التعجيل بالإفطار. وفي النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة. أما في العشر الأواخر منه فإن بعضهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرمين المكي أو النبوي، ويحرص المواطنون على أداء صلاة التراويح جماعة رجالاً ونساء وأطفالاً.

وأردف: ويبدأ أهل السعودية إفطارهم بـ"فكوك الريق"، وهو التمر والرطب والماء. وبعد أداء صلاة المغرب يتناولون الطبق الرئيسي. وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعيَّن إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة.

ويقول: العادات الرمضانية في تونس لا تختلف عن السعودية باعتبارها بلدًا عربيًّا إسلاميًّا؛ ففي هذا الشهر الكريم يغدو الليل كالنهار، كله حركة وحياة في أجواء من المشاعر الدينية العميقة، والاحتفالات الخاصة.. ويتميز بمظاهر كثيرة ومتنوعة. والاحتفال برمضان في تونس له خصوصية؛ إذ تنشط الأسواق والمحال التجارية قبل وخلال أيام رمضان، وتدب حركة غير عادية في الشوارع، تصل إلى ذروتها في أواخر الشهر الفضيل مع حلول عيد الفطر. كما تتزين واجهات المقاهي وقاعات الشاي، وتتلألأ صوامع الجوامع في كل المدن بالمصابيح.. ويحمل شهر رمضان مكانة كبيرة في قلوب التونسيين؛ إذ تتعدد المناسبات العائلية والأفراح، وتتزين ليالي رمضان في تونس بالموشحات الدينية، وتنتصب موائده عامرة بالأكلات التقليدية، مثل البريك وشوربة الفريك والطواجن و"الزلابيا" و"المخارق" وماء الورد المحلى وأنواع من الحلويات التونسية الشعبية.. ويتبارك التونسيون بهذا الشهر، وتتعدد فيه المناسبات الأسرية، منها إقامة مواكب الخطبة، وتقديم الهدايا ليلة 27 رمضان، وتسمى (الموسم) للواتي تمت خطبتهن، ويقع اختيار الهدايا حسب إمكانيات العائلة.

وتحتفل بعض العائلات في ليلة القدر بختان أطفالها بتنظيم سهرات دينية، تحييها فرق إسلامية إلى حدود موعد السحور. ويُعتبر رمضان عند العديد من التونسيين شهر تجديد العهد مع "اللمات" العائلية، وتوطيد العلاقات الأسرية؛ فهو شهر التزاور واللقاءات و"الخطبات"، وفيه تتغير وتيرة الحياة والسهر؛ فرائحة أجواء الشهر تتميز بعبق خاص، له نكهة مميزة من اللمات العائلية. وتشهد المدن الكبرى حركة وأنشطة ثقافية وتجارية مكثفة، وتمتلئ الجوامع في كل محافظات البلاد بروادها من أجل الصلاة أو سماع الدروس الدينية التي تحرص المساجد على زيادة جرعتها خلال شهر رمضان. وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن الكريم. وكأي إنسان مسلم أحرص على قراءة القرآن الكريم، والصلاة والإكثار منها (السنن والنوافل وصلاة التراويح)، وتبادل الزيارات، وصلة الرحم والصدقات، وإفطار الصائمين، وإحياء ليالي القدر في العشر الأواخر من الشهر، والعمرة إن استطعت.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org